“الكابوس”
بقلم/ منة عرفة الهلالي
ليلًا في غابةٍ مظلمةٍ، أصواتٌ غريبةٌ ومتداخلةٌ ببعضها البعض مع صوت حفيف الأشجار، قبرًا واحدًا في هذه الغابةِ الموحشة، مدون عليه اسمها!
مرتديةُ ملابسَ سوداءَ، يتطاير شعرها الطويل متحديًا الليل في قتامةِ سوادهِ الحالك، عيناها الداجية كالليل أيضًا تزرُف الدموع- لتسير في خطوطٍ مستقيمةٍ على وجنتيها ومن ثم تهبط على الأرضِ تاركةٍ أثر بللًا عليها.
عقلها مقيد بأصفادٍ لا تعلم مصدرها! تشعر أنها مسلوبة الإرادة، فقط تأخذها قدماها ببطءٍ إلى حيث القبر.
وصلت إليه؛ لتخور قواها وتقع أمامه تجهش في بكاءٍ عنيف- وهي تملس على اسمها المدون عليه بأيدٍ مرتجفةٍ.
صوت ضحكاتٌ صاخبةٌ توحي بالشر، جعلتها تنكمش على نفسها وهي جالسة…ظهرت تلك التي تضحك بصخبٍ- ترتدي جلبابٌ أبيض اللون، رأسها ووجهها بالأكمل يطغى عليهم شعرها الأبيض الأشعث.
تدور حولها تلك المرأة سريعًا، سريعًا وهي ما زالت تضحك، حتى شعرت وهي جالسة بالدوار يعصف برأسها.
اقتربت منها وقالت بفحيحٍ كفحيحِ الأفعىٰ: انتِ هنا، قدرك هنا!
استيقظت من نومها فزعةٍ، تلهث وكأنها كانت تركض، جسدها يتصبب عرقًا، ترى ما هذا الحلم الغريب؟!
مضىٰ بعض الوقت، وأتت صديقتها؛ كي تذهب معها عند إحدى مراكز التجميل؛ فاليوم يومِ زفافها…ولكنها قد دخلت إلى القبر بدلًا من أن تدخل إلى منزلها الجديد…ضحيةٌ لحقدِ تلك الصديقة التي وثقت بها؛ ليكُن قدرها ضمةُ القبر بدلًا من ضمةِ زوجها.
#منة_الهلالي