كشف عدد من المتعاقدين الأمنيين من دول أمريكا اللاتينية عن شعورهم بالمرار على خلفية مشاركتهم في حروب قادتها الولايات المتحدة حول العالم.
وعلى غرار جنود أمريكيين لاتينيين آخرين، يتذكر البيروفي فلاديمير فلوريث الذي تولى الحراسة من برج القنصلية الأمريكية في مدينة هرات بأفغانستان، أنه جاء إلى هناك للعمل في الأمن الخاص، ووجد نفسه يقاتل طالبان “بصفة جندي”.
وقال: “لم يعطوني دولارا واحدا إضافيا لإنقاذي الأمريكيين”.
من جهته، قال الكولومبي فرانسيسكو لاندينيز: “بشكل خارج عن إرادتنا، وجد العديد منا أنفسهم يقاتلون من أجل الولايات المتحدة بدون أي حماية أو تسليح كاف في مواجهة عدو أفضل تسليحا بكثير”.
ويدير لاندينيز حاليا، وهو جندي متقاعد مؤسسة “المحاربين القدامى المضطهدين”، وهي منظمة تتخذ في ميامي مقرا ويتمثل هدفها في أن “يستفيد الموظفون اللاتينيون في شركات الأمن الخاصة التي كانت منتشرة في أفغانستان لخدمة المصالح الأمريكية، من المزايا ذاتها التي يتمتع بها قدامى المحاربين الأمريكيين، من حيث التعويضات المالية والحق في الإقامة في الولايات المتحدة”.
وذهب خورخي إستيفيز (اسم مستعار) وهو عنصر سابق في استخبارات الجيش الكولومبي، إلى أفغانستان كحارس مقابل 1400 دولار شهريا، لكنه وجد نفسه محاربا منذ العام 2010 ولمدة خمس سنوات.
ويعيش هذا المحارب السابق كوابيس متكررة ويتناول أدوية مضادة للاكتئاب لاضطراب ما بعد الصدمة، ويقول: “ليس لدي حياة اجتماعية”، مضيفا “اليوم نحن مجهولون، منسيون، لقد تم استغلالنا”.
وتقدر دراسة أجرتها جامعة براون في الولايات المتحدة أنه بين عامي 2011 و2021، قتل 3917 من هؤلاء “المتعاقدين” من الشركات الخاصة في أفغانستان، وكان عدد كبير منهم من غير الأفغان وكذلك ثمة أعداد من القتلى لم تسجل رسميا.