“انفصام”
بقلم/ ملك زهران
أفلا تلاحظني نفسي ونكف عن العبث والتنافر؟ وكيف تعود نفسي وبالعين سيل انهمارٌ للدمع والقلب في حزنٍ منهمرٍ؟! تنأت نفسي بالموطن النزوح وأنا مثواها، وإنه ليجبل علي أن أقول وداعًا، وما بالنا بعدما تولَّت النفس الرُّطَبُ فغادرتنا سوى أننا ساعين إلى الدنيا بغير حُسامٍ، وما بالنا بعدما غادرتنا والنفس للجثمان مصدر سموٍ واتسام دونًا عن الجسدِ الفارغِ، وما حالنا إلا كحالِ الذى أقدى وتساقط عنه الطموح، فهل سنُدبِر أم سنكون حُمَّال الحُسام نحو النوائب؟ فسعيٌ إلى المفقود منا وقد كان مصدر اتسام، وسعيٌ إلى المرغوب فينا، وسعيٌ إلى النفس النزوحة التي بها نقدى كيفما أقدى المسك فنترك خلفنا الأثر المُحبذُ، وهل نصلح فتعود النفس لمستقرها وتقوّم؟ ولا لدفع الحياة اللعوب بنا، ولا لانهزامٍ أمام آفات الحياة، ولا لانجرافٍ للحنٍ تعزفه العقول مسايرة للرياح الجارفة، ولا لمناوأة الذات على صاحبها؛ فإن النفس هي سلاحنا القويم وهي وجداننا.