“ربيع الأحبة”
بقلم/ سمر القاضي
وداعًا أحبتي، وداعًا يا كل معنى لي في الحياة، وداعًا يا مَن احتضنني وضم جراحي وآلامي، وداعًا يا مَن أحببتهم وسأظل أحبهم حتى نلتقي من جديدٍ؛ قبل أن تحرقنا دموع الفراق، وقبل أن نذبل كزهورٍ بكت حزنًا لفراقِ الربيع.
فتظل تنتظر صابرةً على لهيبِ الصيف، وصمت الخريف، وقسوة الشتاء؛ حتى يأتي الربيع وتنسى الزهور ما قد حدث، ربما مؤقتًا؛ لتنعم بجوِ الربيع الحالم وتسكن بين أحضان الطبيعية الخضراء، وتتمنى أن لا يرحل الربيع؛ فهو أحن الفصول عليها، ولكنها الطبيعة لا تبقى على حالٍ ويعود الصيف؛ ليسرق فرحة الزهور من جديدٍ؛ لتعود لبئرِ الحرمان مرةً أخرى. وهكذا الدنيا تسعدنا لحظات في أحضان مَن نحب، ثم تأخذنا بغتةً دون أن نشعر ودون أي إنذار، وما نملك سوى دموع دافئة وحزن دفين، لا نعلم هل سينتهي ؟
ربما ينتهي بلقائنا، وربما ينتهي بفراقنا، ذلك الفراق الذي لا عودة بعده؛ فنذبل كزهورِ الربيع، ويموت فينا كل شيء.