يمكن النجاة من مرض السرطان إذا اكتُشف مبكرا، ولكن الانتباه إلى العلامات التحذيرية أمر ضروري لتسهيل ذلك.
ووفقا لبحث مبكر، قد يكون النفور من بعض الأطعمة، إشارة من الجسم إلى وجود خطأ ما.
ووجد أن العديد من أنواع السرطان تسبب كرها قويا لأربعة أطعمة. وعلاوة على ذلك، أبلغ عن تغيرات في الذوق في ما يصل إلى واحد من كل أربعة مرضى.
وقد يختلف مذاق الأطعمة المرة أو الحلوة أو المالحة عن ذي قبل أثناء علاج السرطان، وفقا لـ Cancer Net. ويمكن أن تؤدي التغييرات في التذوق إلى فقدان الشهية وفقدان الوزن. ويمكن أن يسبب كراهية شديدة لبعض الأطعمة، وتسمى أيضا النفور من الطعام.
ووجد بحث الدكتور ثورستان بروين، الذي ركز عن كثب على عدم تحمل الكحول وتغيير الذوق لدى مرضى السرطان، أن النفور قد يكون مظهرا من مظاهر عدة أشكال من السرطان.
وتوصل الباحث إلى هذه النتيجة بعد إجراء بحث مكثف، شمل استجوابا تفصيليا لآلاف المرضى، وفي تقرير نُشر في مجلة Clinical Radiology، سلط الباحث الضوء على النفور المتكرر من الطعام الذي لوحظ في واحد من كل أربعة مرضى خضعوا للدراسة.
وأشار: “بالنسبة لرجلين مصابين بسرطان الرئة، كانت النقانق مكروهة (أحدهما قال لمدة عامين قبل التشخيص، والآخر ثلاث سنوات)”.
وتابع: “امرأتان مصاباتان بسرطان عنق الرحم، لديهن نفور محدد من البيض (واحدة لمدة ست سنوات قبل التشخيص، والأخرى لمدة أربعة أشهر قبل ذلك)”. وأشار بروين إلى أن “فقدان النكهة الطبيعية جعل الجبن غير مستساغ تماما لمدة خمس سنوات قبل تشخيص المرحلة الثانية من سرطان عنق الرحم ولمدة ثلاث سنوات قبل تشخيص سرطان الرئة غير القابل للجراحة”.
واستُعيد الطعم الطبيعي بعد الانتهاء من العلاج الإشعاعي.
دراسة: ثلاثة مكملات من الفيتامينات ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة!
وأضاف أن “رجلا يبلغ من العمر 44 عاما، والذي قال إن تناول الجبن أصبح مثل أكل العلكة”، شعر أيضا بالراحة من أعراضه بعد خضوعه للعلاج.
وأخيرا، أبلغ عن تقارير متكررة حول أن طعم الشاي أصبح “أكثر سوءا” خلال فترة الدراسة.
وتشرح جمعية السرطان الأمريكية أن التغيرات في الذوق تحدث بشكل عام بسبب نمو الأورام في منطقة الرأس والرقبة. إن تلقي العلاج السريع له أهمية قصوى لأن التغييرات في إدراك التذوق يمكن أن تؤدي في النهاية إلى سوء التغذية.
وفي تقرير نُشر في مجلة Frontiers in Physiology في عام 2017، سلط الباحثون الضوء على الحاجة إلى التعرف على تغيرات الذوق على أنها مظهر من مظاهر السرطان.
وكتبوا: “التغييرات في إدراك التذوق لها أهمية خاصة في أمراض مثل السرطان، وهو أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة في جميع أنحاء العالم. عادة ما يتجاهل الأطباء الإكلينيكيون إدراك التذوق المتغير في موضوعات السرطان لأن هذا الجانب لا يمثل الحدث الذي يهدد الحياة”.
وشدد العلماء على أن تغيير المذاق يمكن أن يكون “علامة مبكرة مقلقة” لغزو الخلايا السرطانية لدى المرضى.
وتابعوا: “أكثر الأعراض المؤلمة لدى مرضى السرطان المتقدم هي تشوهات الجهاز الهضمي، في حين أن التغير في الذوق هو رابع أكثر الأعراض شيوعا بعد جفاف الفم وفقدان الوزن والشبع المبكر”.
وعلى الرغم من أن الدكتور بروين أبلغ عن نفور من التذوق في ربع مرضاه، إلا أن الدراسات واسعة النطاق تقدر أن حوالي 15 من كل 100 مريض يعانون من درجة معينة من النفور من التذوق.
ويقترح الباحثون أن الاضطرابات في ميكروبيوتا الأمعاء قد تكون مسؤولة عن تغيرات الذوق لدى مرضى السرطان.