مسجد آل سلام ، بقرية الرمالي ، قويسنا ، المنوفية .. يُعتبر أقدم مساجد القرية، وربما يتخطي عُمره (١٥٠ عاما ً)وتشير معظم الآراء ، إلي أن الذي قام ببناء المسجد هو العمدة الحاج/ أبو عيسي العزب سلام (الكبير) ،وذلك قرابة عام ١٨٦٠ م ، ولقب (الكبير) يُنسب للحاج /أبو عيسي (الأب) ، لأنه فيما بعد أنجب ولداً أسماه علي إسمه (أبو عيسي)، فالذي بني المسجد هو الحاج /أبو عيسي – الأب – وليس الإبن وقد تولي الحاج /أبو عيسي العزب ، منصب عمدة الرمالي في الفترة ما قبل ١٩٠٠ ميلادية ، حسب ما جاء في دفتر تعداد النفوس للرمالي آنذاك ، وكان أيضاً عضواً بجمعية المساعي المشكورة بمديرية المنوفية عام ١٨٩٨م .
وفي فترة الستينات (عام ١٩٦٢ تقريباً)، قام الراحل الكريم الحاج/ عبدالعليم أبو عيسي سلام ، بإنشاء سقف خرساني للمسجد (بدلاً من السقف الخشبي)، وإذ ربما أنه أول المساجد التي تم تغطية سقفها خرسانياً بالرمالي.
وبشهادة مَنْ عاصروه ، فإن الحاج/ عبدالعليم ، عمدة قرية الرمالي ووجهتها المُشرفة لفترة طويلة ، كان رجلاً ذكياً مِقْداماً ، لديه سياسة عجيبة في جمع رجال القرية علي قلب رجل واحد لإتمام مصالح القرية ، كما كان جيد المُعاملات مع الجميع .
يُميز المسجد ، شكلُه من الداخل ، وطريقة تصميمه ، حيث يُشبه صحن مسجد آل سلام ، صحن مسجد الجامع الأزهر بالقاهرة، وبالأخص أرچات المسجد الستّه ، المُقامة علي أربع أعمدة رُخامية غاية في الجمال والروعة ، يُقال أن عُمرها من عُمر المسجد ، والأعجب في الأمر الطريقة الذكية في تثبيت تلك الأعمدة بأرضية المسجد ، وإذ ربما ليس أسفلها قواعد خرسانية ، إضافة إلي أن الأعمدة نفسها تحمل سقفاً خرسانية عريض المساحة منذ أكثر من ستين عاماً.
ويُقال أن عُمر المنبر من عُمر المسجد العتيق ، حيث تتجلي قِيمة المنبر الأثرية في عُمره الذي تخطي قرن من الزمان ، ورغم ذلك فهو بحالة جيدة بفضل البراعة في صناعته وتجميع أجزائه بشكل دقيق، أما الدرجات الخشبية المُثبَته في أحد الزوايا الخلفية للمسجد، فكان يتسلقها المؤذِن للصعود لسقف المسجد (الخشبي) لرفع الآذان وإعلام المصلين بدخول وقت الصلاة ، وإذ ربما أن ذلك كان يتم قبل تعُم الكهرباء ومكبرات الصوت كل أرجاء الرمالي .
الجدير بالذكر أقدم مُؤذنَيْن لمسجد السلّامية ، هما الشيخ /عبدالحميد سابق ، ومن بعده إبنه الشيخ /محمد سابق – رحمة الله عليهما ، أما مقيم الشعائر بذات المسجد – قديماً – فكان الشيخ /محمد البطاط – غفر الله له -، وبالنسبة لأقدم خُطباء مسجد السلّامية وأبرز أئمته -في سالف الزمان- فهو الشيخ/ عبدالمنعم البهجي القلشي – رحمة الله عليه -، وفي العصر الحديث تولي إمامة المسجد لسنوات عديدة ، رجل البِر ، العالم الجليل الراحل الأستاذ/ محمود أحمد سلام ، إبن جامعة الأزهر الشريف.