في المغرب أقرّ الملك محمد السادس تشكيل هيئات تنظيمية للطائفة اليهودية المغربية تهدف إلى تدبير شؤونها و”الاعتناء بتراثها اللامادي” بصفته “مكوّناً” لثقافة المملكة.
وزير الدفاع الإسرائيلي يوجه رسالة لملك المغرب
وتتوخى التدابير الجديدة، تعزيز “ارتباط اليهود المغاربة المقيمين في الخارج ببلدهم الأصلي”.
وقال بيان للقصر الملكي أن وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، في ختام أعمال مجلس الوزراء الذي انعقد استثنائياً برئاسة الملك في قصره بالرباط، عرض “التدابير التي تمّ إعدادها تنفيذاً للتعليمات الملكية السامية بشأن تنظيم الطائفة اليهودية المغربية”.
واشار البيان إلى أنّ “هذه التدابير تستمدّ روحها من الأمانة العظمى، التي يتولاها جلالة الملك، أمير المؤمنين، الضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية لكلّ المغاربة على اختلاف عقائدهم الدينية، وتكريسا للرافد العبري كمكوّن للثقافة المغربية الغنيّة بتعدّد روافدها”.
وأفيد بأن التدابير التي رفعت إلى الملك والتي أعدت بعد مشاورات موسعة مع ممثلي الطائفة اليهودية وشخصيات منتسبة لها، تضم الهيئات التالية:
أولا: المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية: ويتولى السهر على تدبير شؤون الطائفة والمحافظة على التراث والإشعاع الثقافي والشعائري للديانة اليهودية وقيمها المغربية الأصيلة. وستنبثق عن المجلس لجان جهوية تقوم بتدبير القضايا والشؤون اليومية لأفراد الطائفة.
ثانيا: لجنة اليهود المغاربة بالخارج: وتعمل على تقوية أواصر ارتباط اليهود المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي، وتعزيز إشعاعهم الديني والثقافي، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة.
ثالثا: مؤسسة الديانة اليهودية المغربية: وتسهر على النهوض والاعتناء بالتراث اللامادي اليهودي المغربي والمحافظة على تقاليده وصيانة خصوصياته.
وأوضح تقرير للوكالة الصحافة الفرنسية أن أبناء الطائفة اليهودية المغربية المقيمين حاليا في المملكة يقدر عددهم “بحوالى ثلاثة آلاف شخص، وهم بذلك أكبر طائفة يهودية في شمال أفريقيا على الرّغم من الهجرة الكبيرة لليهود المغربيين إلى إسرائيل في أعقاب قيام الدولة العبرية في 1948”.
وتوصف جذور اليهود بأنها “ضاربة في المغرب وقد زادت أعدادهم بقوة في هذا البلد في القرن الخامس عشر بعدما هربوا إليه إثر طردهم من جارته إسبانيا”، وكان عدد اليهود المغربيين المقيمين في المملكة، في نهاية أربعينيات القرن الماضي قد ناهز 250 ألف شخص.