الجزائر
أثارت مذكرة تخرج لطالبتين جزائريتين جدلا واسعا على المنصات الاجتماعية، لطرحها قضية “مواقع التواصل الاجتماعي وانحراف الفتيات”.
واعتبر معلقون أن عنوان المذكرة لا يستند لأي ضابط علمي، ومنهم من قال إن طرح الموضوع بهذه الطريقة يؤكد تدني مستوى الجامعة بالجزائر.
ووصل صدى مذكرة التخرج التي تقدمت بها طالبتين من جامعة تبسة، شرقي الجزائر، إلى دول عربية.
يذكر أن الطالبتين اللتين مواقع التواصل الاجتماعي تنتميان لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تبسة، وأخذتا كنموذج للاستدلال على انحراف الفتيات تطبيقي “تيك توك” و”واتس آب”.
من المهم الإشارة إلى أن كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية التابعة لجامعة العربي التبسي بولاية تبسة، لم تصدر أي بيان يخص الموضوع لحد الساعة.
كما أنه لم يصدر منها أي نفي لما تم تداوله على المنصات الاجتماعية، وهل موضوع المذكرة صحيح وتمت مناقشته أم أن صورة الأطروحة أخذت قبل اطلاع المشرفين عليها.
وكان موقع “الكونفرسيشن” البريطاني قد نشر في العام 2016 تقريرا تحدث فيه عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في دعم مظاهر الانحراف والترويج لها في صفوف الفتيات المراهقات، مشيرا إلى أن تلك المواقع تسببت لهن، في الكثير من الحالات، في مشاكل نفسية.
وقال الموقع في تقريره إن وضع الفتيات المراهقات يزداد سوءا، حسب دراسة جديدة أعدتها وزارة التربية والتعليم حول الصحة العقلية للفتيات المراهقات في المملكة المتحدة، وشملت الدراسة 30 ألف تلميذ يبلغون من العمر 14 عاما، بين عامي 2005 و2014، وخلصت إلى أن 37% من الفتيات تعانين من الضغط النفسي، ما يمثل ارتفاعا بنسبة 34% مقارنة بعام 2005، في حين شهدت تلك النسبة تراجعا بنسبة 17% في صفوف الذكور.
ولاحظ الباحثون أن أحد الأشياء التي تغيرت في الفترة الممتدة بين 2005 و2014 تتمثل في “ظهور عصر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأوضح الموقع أن مرحلة المراهقة هي فترة نمو بدني ومعرفي وعاطفي سريع.
وتتفاعل المراهقات مع الناس من أجل الوصول إلى مرحلة البلوغ، وقد كُن في الماضي، يتفاعلن مع الآباء والمعلمين وغيرهم من البالغين في المجتمع، وكذلك أفراد الأسرة الموسعة والأصدقاء، لكن المعادلة تغيرت الآن، نظرا لوجود وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار الموقع إلى أن الأبحاث أظهرت أن الفتيات قد يكن معرضات بدرجة أكبر من الأولاد للجوانب السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك فإن الفتيات الصغيرات اللاتي يعانين من ضعف الشخصية وضغط الأقران، معرضات لمخاطر تجارب سيئة على الإنترنت، تؤثر سلبا على مرحلة تحولهن إلى بالغات، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الاكتئاب واضطرابات القلق.
وفي السياق نفسه، أكد الموقع أنه نظرا لعدم نمو أدمغتهن بشكل كامل، تفتقر المراهقات إلى القدرة المعرفية المتعلقة بالوعي الاجتماعي واحترام الخصوصية، لذلك ينشرن، في بعض الأحيان، رسائل غير لائقة، وصورا وأشرطة فيديو دون إدراك عواقبها على المدى الطويل.