مرة كان فيه طفلين عايزين يتفرجوا على فيلم كارتون …بس الفيلم ده كان فيه لقطة صغيره جدا سيئة …لقطة سريعة لإتنين مثليين بيبوسوا بعض ….لكن باباهم رفض تماما ومنعهم من انهم يشوفوا المنظر ده.
وقتها قالوله مش من العدل أبدا انك تحكم على فيلم كامل عشان لقطة واحدة …مش منطق يعني وكمان سريعة.
تاني يوم صحيوا من النوم لقوا باباهم محضرلهم تورتة شيكولاتة شكلها تحفة وريحتها تجنن …اتبسطوا جدا وقبل ما يبدأوا ياكلو قالهم :
قبل ما تاكلوا محتاج اقول لكم ان في قطعة صغيرة جدا من ( براز ) الكلب بتاعنا موجودة في الكيكة ….قطعة صغيرة جدا مش هتحسوا بيها …لكن باقي الكيكة تمام لا تقلقوا.
الشيء الغريب ان الأطفال رفضوا تماما يلمسوا حتى الكيكة!!!
وكمان قالوله الكيكة دي كلها تترمي في الزبالة …ده مكانها الطبيعي!!!
قالهم انا مش فاهم فين المشكلة ….دي قطعة صغيرة جدا لدرجة يمكن حتي ما تجيش في القطمة اللي حا تاكلوها ….مش معقولة يعني تحكموا على الكيكة كلها وتقولوا عليها زبالة وما تنفعش بسبب قطعة صغيرة!!
الأطفال وضحوله ان حتى قطعة صغيرة من القرف ده طبيعي تبوظ الأكله كلها وتحولها لشيء مقرف لا يصلح للأكل أبدا!!
ابتسم ابوهم وقالهم :
صح ….وعشان كده ما ينفعش نشوف افلام فيها ما لا يرضي الله وانتكاس للفطرة حتي ولو لقطة صغيرة ….الفيلم كله باظ …ومكانه مزبلة التاريخ!
الأطفال فهموا وقتها وسكتوا بعد ما حسوا بحقيقة الموضوع.
خللي بالك ….. دايما الخداع 99 % عسل …و 1 % سم
: ماذا نحن فاعلون مع أبنائنا فى هذا الوقت العصيب؟
الشوارع أصبحت غابات.
وأبناؤنا تاهوا في كل جانب وفى كل زاوية.
وأصحاب السوء لا يقصرون.
والهواتف أكملت على البقية الباقية.
الحل من وجهة نظرى يكمن في وصايا إيمانية فى هذا الزمن الصعب
كما قال تعالى “وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا”،
“وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ”.
أولاً : أن نكثر من الصلاة ليلا لأولادنا كما كان يفعل سعيد بن المسيب عندما كان يقول لولده: والله إني لأصلى في الليل من أجلك.
ثانيا: أن نكثر من الخبيئات حتى ولو قلت بنية صلاح الولد،
أم الحسن البصري كانت تقول له: أتدرى ياحسن لم أنت حسن؟
فقال لها: لم يا أماه؟ فقالت والله يا بنى ما ألقمتك ثديي إلا وأنا على وضوء.
وكان احد الصالحين يقول لولده: يابني والله إني لأستكثر من الخير من أجلك. حتى يعود عليك .
رابعا : ندعوا للأبناء بنية الصلاح،
سيدنا الفضيل بن عياض كان له ولد اسمه على بن الفضيل، وكان علي هذا أصلح من أبيه لأن أباه كان يجتهد في دعائه بدعاء جميل يقول فيه: اللهم إنى اجتهدت أن أربى عليا فلم أستطع، فربه أنت لى يارب العالمين.
أخيرا: نستودع أولادنا الله تعالى، نستودعهم في كل الأوقات، وهم خارجون من البيت، وهو عائدون إلى البيت، وهم ذاهبون إلى المدرسة،
لأن النبى صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله إذا استودع شيئا حفظه.
احفظوا أولادكم بالصالحات يحفظهم الله لكم حتى الممات.
دكتور رشوان الزمر