القصة حصلت في ولاية نيويورك الأمريكية حيث كان يعيش هناك شاب مسلم ذو همة عالية من الجاليات العربية المسلمة يعمل عملا بسيطا يكسب منه ما يكفيه قوت يومه .. أراد أن يبني مسجدا ليصلي فيه المسلمون لعدم وجود مسجد هناك ..
فبدأ بطرح فكرته على أصدقائه وجيرانه وعلى من يعرف من المسلمين محاولا اقناعهم بفكرته ويشد من هممهم ليتعاونوا فيما بينهم ليجمعوا المال الكافي لبناء المسجد وتحقيق حلمه ..
فإستحسن الجميع الفكرة وبدؤا بجمع الأموال .. حتى جمعوا مبلغا يكفي لشراء قطعة ارض ليقام المسجد عليها وإشتروها فعلا ..
بعدها بدأت رحلة طويلة في أورقة المجلس البلدي ﻹستحصال الموافقات لبناء ( المسجد ) وبعد جهد كبير وعناء طويل تم إستحصال الموافقة بتوفيق من الله بعد أن كانت شبه مستحيلة ..
وهنا بدأت معاناة من نوع ثان فبعد استحصال الموافقة على البناء كان ينبغي عليهم أن ينجزوا مراحل العمل ضمن خطة زمنية محددة متفق عليها حسب قانون البلدية ..
فكثفوا جهودهم واتصلوا بكل من يعرفونهم وذهبوا الى العديد من الجمعيات الخيرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها لجمع التبرعات ..
وحصلوا على مبالغ لا بأس بها وانجزوا بهذا المال بعض مراحل البناء ولكن توقف كل شيء بعد فترة من الزمن لنفاد المال .. حاولوا مرة ثانية وثالثة ورابعة للحصول على تبرعات ولكن الذي حصلوا عليه كان لا يسمن ولا يغني من جوع فبات العمل بطيئا ومتعثرا ..
واﻷيام تمضي سريعا حتى أصبحوا متأخرين عن الجدول الزمني ، وفي صباح أحد اﻷيام جاءهم إنذار حسب قانون البلدية الصارم بضرورة الإسراع بالبناء وإلا سوف يتخذ بحقهم قرار بسحب رخصة البناء وهدم ما هو موجود من بناء وبيع اﻷرض في مزاد علني ( هذا كله طبعا منصوص عليه في قانون البلدية ومعروف للجميع ) وبعد فترة جاءهم إنذار آخر.، ثم اﻹنذار اﻷخير وقد حددوا فيه موعدا للهدم في الساعة الثامنة من صباح يوم ما مذكور في ورقة اﻹنذار وقد وقع أعضاء المجلس البلدي الثلاثة عشر باﻹجماع ..
!! ( علما أن المجلس البلدي يتكون من احد عشر عضوا يهوديا وعضوين مسيحيين آنذاك ) ..
وقبل ثلاثة أيام من موعد تنفيذ قرار الهدم بدأت الشفلات وآليات الهدم الثقيلة وشاحنات نقل اﻷنقاض تتوالى تباعا الى موقع التفتيش وكل واحدة تأخذ مكانها وبشكل درامي ومسعور للبدأ بعملية الهدم في الموعد المحدد وبدون تأخير أي عند الثامنة صباحا من اليوم المحدد ..
حينها ذهب الشاب الحزين الذي همه بناء المسجد الى المجلس البلدي يستعطفهم ويطلب تمديد الفترة وإعطاءه فرصة ثانية والح عليهم ولكن كان جوابهم انه ليس بوسعهم عمل شيء إزاء تنفيذ قانون البلدية .. !!
رجع صاحبنا مكسور الخاطر والدنيا قد اسودت أمامه ، حزينا ودموعه تسيل على خده لا يعرف ماذا يفعل فجلس في بيته ينتظر أمر الله وقد فوض أمره إليه جل جلاله ..
وبينما هو يقلب في قنوات التلفاز إذا به يرى برنامجا للبطل العالمي محمد علي كلاي يتصل به المشاهدون هاتفيا لطرح مشاكلهم وهو بدوره يحاول مساعدتهم بقدر ما يستطيع ..
هنا صعق صاحبنا وصرخ عاليا كأنه طفلا صغيرا ضائعا وجد أباه .. وبدون تفكير راحت يده تخطف الهاتف وبسرعة البرق إتصل بالبرنامج وتحدث مع محمد علي كلاي على الهواء مباشرة وشرح له القصة طالبا منه المساعدة وقال له أعرف أنني أطلب المستحيل ﻷنك حتى لو أمنت لنا مبلغا كافيا للبناء لا يمكننا أن ننجز كل مراحل البناء المتأخرة في يوم واحد وإن موعد تنفيذ قرار الهدم بعد غد في الثامنة صباحا .. قال له البطل محمد علي كلاي دع عنك هذا .. لنتوكل على الله ونرى ماذا يمكننا فعله .. ثم قال له سوف أذهب بنفسي غدا صباحا ﻷلتقي بأعضاء المجلس البلدي ﻷتكلم معهم ..
أغلق صاحبنا الهاتف ورجع الى صمته وحزنه ﻷنه يعرف جيدا أن لا أحد فوق القانون وأن الهدم سوف ينفذ لا محالة ..
وفي صباح اليوم التالي أثناء تجمع العديد من الصحفيين والمصورين .
جاء محمد علي كلاي مبتسما وسلم على الحضور ثم دخل الى مبنى البلدية والكل في ترقب .. وما هي الا دقائق حتى خرج محمد علي كلاي مبتسما ومعه رئيس المجلس البلدي واضعا يده على كتف رئيس المجلس ومن خلفهما وقف جميع أعضاء المجلس البلدي وقال بعد أن رحب بالجمهور أن رئيس المجلس البلدي ( وكان يهوديا ) يريد أن يحدثكم بأمر وأعطى المايكروفون له .. أخذ رئيس المجلس البلدي المايكروفون وقال إن المجلس البلدي قرر إلغاء قرار الهدم .. وأن المجلس البلدي سيأخذ على عاتقه إكمال بناء المسجد وعلى نفقة المجلس .
لقد فجر هذا القرار السكون الذي كان يخيم على الجميع فالكل كان مترقبا ومتلهفا لسماع هذا الخبر وتعالت أصوات التكبير وابتهج الناس بذلك وكان حدثا كبيرا و غريبا في تاريخ بلدية نيويورك …
لم يصدق صاحبنا ما يسمع وكاد قلبه يتوقف ودموعه منهمرة على خديه .. كبر بأعلى صوته وخر ساجدا لله يشكره على فضله ومنه وكرمه ..
بعد فترة ألتقى صاحبنا بمحمد علي كلاي ليشكره وليعرف منه كيف إستطاع أن يتغلب بأسرع نزال في التأريخ وبجولة واحدة وبضربة قاضية على ثلاثة عشر خصما من أشد الخصوم في آن واحد وخلال دقائق .. !! فأجابه محمد علي .. لقد علمت منذ الوهلة اﻷولى أن الموضوع صعب ومعقد للغاية فالذي يريد أن يبنى مسجد وأعضاء المجلس ليس فيهم مسلم واحد فكلهم يهود ونصارى فليس من سبيل لذلك وفوق ذلك كله ان القانون في صفهم ، فكلمتهم باللغة التي يفهمونها .. !! فقلت لهم ، أنا أشكركم لأنكم تطبقون القانون بحذافيره ولهذا نحن قد انتخبناكم ..
ولكن لماذا لم تطبقوا القانون نفسه على السينما الفلانية وسماها لهم في الحي الفلاني وقد توقف البناء فيها منذ أكثر من عام ولماذا لم تطبقوا القانون نفسه على الكنيسة الفلانية في الحي الفلاني وسماها لهم وقد توقف العمل فيها منذ أكثر من سنتين ولماذا لم تطبقوا القانون نفسه على الملهى الليلي في الحي الفلاني وسماه لهم وقد توقف العمل فيه منذ قرابة السنة والنصف .. هل ﻷن هذا مسجد للمسلمين؟ ..
ثم قلت لهم أذا نفذتم قرار الهدم فسوف أعلن في برنامجي وعلى الهواء مباشرة والى كل الأمريكيين السود بأن لا ينتخبوكم في جولة اﻹنتخابات القادمة .. ثم نهضت ﻷخرج فمسكوني وأخذوا يقبلونني ويحضنونني ويداعبونني وقالوا لي اهدأ فسوف نفعل ما يرضيك وأخذت منهم الوعود فخرجت ومعي رئيس المجلس البلدي ليعلن على الملأ ما سمعتموه .
أكمل بناء المسجد وسمي بمسجد الفاروق عمر رضي الله عنه .
وهو قائم الى اﻵن يصلي فيه المسلمون في نيويورك وهذا كله بفضل من الله أولا وآخرا ومن ثم الوقفة الكبيرة التي وقفها بطل الملاكمة العالمي .
أقول {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [ آل عمران : 160 ] .
أخيرا أقول .. رحمك الله يا محمد علي كلاي وتقبل الله منك وغفر لك وأسكنك فسيح جناته .
رسالة مطولة من مصطفى بكري للرئيس السيسي بمناسبة ذكرى ميلاده
وجه الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري، حديثه للرئيس عبد الفتاح السيسي مهنئا إياه بقرب حلول ذكرى ميلاده الذي يوافق التاسع عشر...
Read more