كان المنتخب الزامبي لكرة القدم في عام 1993 الأفضل في تاريخ البلاد. ذلك المنتخب الواعد بالمواهب الكروية توقف تألقه في ذلك اليوم على مشارف ليبرفيل، عاصمة الغابون.
شهر عسل بدأ في السماء وانتهى على الأرض .. تفاصيل أول اصطدام جوي في تاريخ الطيران المدني!
زامبيا كانت برزت بقوة كرويا خلال دورة الألعاب الأولمبية لعام 1988، حين هزمت المنتخب الإيطالي القوي بنتيجة 4/0.
في تلك المباراة، سجل كالوشا بواليا، لاعب كرة القدم الزامبي الأسطوري، وأفضل لاعب كرة قدم في إفريقيا عام 1988، ويوصف أيضا بأنه أفضل لاعب كرة قدم في زامبيا في القرن العشرين، ثلاثة أهداف.
كالوشا بواليا، المهاجم الزامبي الموهوب، اكتشفه مدرب بلجيكي حين كان عمره 20 عاما، وانتقل للعب في نادي سيركل بروج، ثم بعد الألعاب الأولمبية، انتقل إلى نادي آيندهوفن الهولندي. ذلك الانتقال كان مصيريا وهو ما أنقذ حياته وجنبه مصير منتخب بلاده الذي كان حينها يسمى “الشياطين الحمر”.
كان الاتحاد الوطني لكرة القدم في زامبيا يعاني من ضائقة مالية شديدة، ولا توجد أموال لديه لاستئجار طائرات أو حتى لدفع ثمن تذاكر في الدرجة السياحية، ما وضع عراقيل كبيرة أمام مشاركات المنتخب الزامبي لكرة القدم الخارجية.
لذلك تعود الاتحاد الزامبي لكرة القدم على اللجوء إلى سلاح الجو، وطلب تخصيص طائرة في مثل هذه الرحلات.
نبوءة بالمأساة:
في عام 1992 خلال مرحلة التصفيات للتأهل لكاس العالم الأولى، فاز منتخب زامبيا بأول مباراتين له، ثم واجهته مشكلة تأمين رحلة إلى مدغشقر، وكما هي العادة تم اللجوء إلى القوات الجوية الزامبية.
في تلك الرحلة أصر الطيار على أن يجلس اللاعبون في مقاعدهم وهم يرتدون سترات النجاة، وذلك لأن الرحلة كانت فوق المحيط الهندي.
اللاعبون تبادلوا أحاديث مازحة بهذا الشأن، والتقطوا صورا تذكارية. حينها خاطب النجم كالوشا زملاءه قائلا: “يا رفاق، دائما يقولون: هذه الطائرة ستقتلنا يوما ما”.
في تلك المباراة، خسر منتخب زامبيا لكرة القدم وجرت إقالة المدرب صموئيل نهدلوفو، وحل مكانه جودفري شيتالو.
عند عودته على نفس الطائرة بعد تصفيات كأس الأمم الأفريقية مع موريشيوس، قال المهاجم الزامبي الشاب كلفن موتيل بتصريح لصحفية كانت ترافقه، إن هذه الطائرة حتى لو تحطمت، فإنها ستكون آمنة لأنها ستكون قادرة على الهبوط. حاولت تهدئته، لكنها لاحظت أن الطائرة تترنح وتصعد بصعوبة في الجو.
موعد مع الكارثة:
بعد أسبوع، استقل لاعبو المنتخب الزامبي لكرة القدم نفس الطائرة، وهي كندية الصنع من طراز “دي إتش سي – 5″، مرة أخرى متوجهين إلى السنغال للعب مع منتخبها.
اللاعبان كالوشا وتشارلز موسوندا من أندرلخت تغيبا عن المباراة في موريشيوس، لذلك سافر بشكل مستفل إلى المباراة مع السنغال. أراد قبطان الطائرة، فيستون مهون، الطيران من لوساكا إلى برازافيل، ثم إلى ليبرفيل وأبيدجان، وبعد ذلك فقط سافر إلى داكار. نشأ هذا الطريق الطويل كله بسبب الحاجة إلى التزود بالوقود. ولكن كان هناك تأخير في العملية، نظرا لأن هذه طائرة عسكرية زامبية، فقد رفض الطيارون عبور المجال الجوي الكونغولي.
تقرر الطيران من زامبيا مباشرة إلى عاصمة الغابون ليبرفيل، حيث هبطت الطائرة “دي إتش سي – 5″، وتزودت بالوقود، ثم اجتازت فحوصات روتينية معتادة وأقلعت مرة أخرى. بعد دقيقتين، انفجرت، ما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم وعددهم خمسة، و25 راكبا.
علاوة على 18 لاعب كرة قدم بينهم نجوم شباب موهوبون، لقي مصرعه في الكارثة الجوية، رئيس الاتحاد الزامبي لكرة القدم، مايكل موابي، وكذلك المدرب الرئيس جودفري شيتالو.
لاحقا، كما يحدث غالبا، ظهرت روايات وإشاعات متنوعة عن المأساة، بما في ذلك أن الطائرة المنكوبة أسقطها الجيش الغابوني، وعدها بالخطأ هدفا معاديا.
على خلفية هذه الرواية، تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين الغابون وزامبيا، وحاول كل جانب إلقاء اللوم على الآخر.
علاوة على كل ذلك، لم تكن الطائرة مزودة بصندوق أسود يسجل ما يجري بها. بنهاية المطاف، صدر في عام 2003، تقرير رسمي، أفاد بأن الكارثة كانت بسبب عطل في المحرك الأيسر.
في السنوات التالية، أصبح النجم كالوشا الذي نجا من الكارثة، محرك المنتخب الوطني لزامبيا، والذي أصبح يطلق عليه اسم “الرصاص النحاسي”.
تواصل تألق المنتخب الجديد، وفازت زامبيا في عام 2012 بكأس إفريقيا، بانتصارها على منتخب ساحل العاج بركلات الجزاء الترجيحية 8/7.
أهدى منتخب زامبيا لكرة القدم ذلك النصر الكبير للاعبين الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم طائرة عام 1993.
تريزيجيه أساسيا في تشكيل الريان القطري أمام برسيبوليس الإيراني بدوري أبطال آسيا للنخبة
أعلن يونس علي، المدير الفني للريان القطري، تشكيل فريقه لمباراة برسيبوليس الإيراني، مساء اليوم الإثنين، على استاد أحمد بن علي...
قراءة التفاصيل