وقف لابو لابو حاكم جزيرة ماكتان الصغيرة في الفلبين ضد ممارسات الإسبان، بقيادة فرناندو ماجلان في حملتهم الكبرى حول العالم لتطويق العالم الإسلامي. قاوم عنفهم وهاجمهم وقتل ماجلان.
وداعا إفريقيا! .. مذبحة العرب في الأندلس الثانية!
ماجلان، البحار البرتغالي في طليعة تلك الحملة الإسبانية التي وصل فيها إلى الجزر الفلبينية النائية عام 1521، لم يكن في رحلة استكشافية جغرافية صرفة.
كان هذا البحار الشهير في حملة تبشيرية يبحث في سياقها عن طريق للتوابل، وعن مستعمرات جديدة تؤمن هذه التجارة المربحة، للتخلص من نفوذ المسلمين ومحاصرتهم.
خدم فرناندو ماجلان البرتغال منذ نعومة أظافره، درس العلوم وشارك في حملات عسكرية لبلاده في الهند وإفريقيا وتعرض لإصابات في عدة معارك.، ثم عاد إلى بلاده وعاش بمعاش خصص له على الكفاف.
انضم في عام 1513 إلى أسطول ضخم يتكون من خمسمئة سفينة وجيش جرار، دفع به الملك البرتغالي مانويل إلى المغرب لإخضاعه. بقي ماجلان في الغرب عقب الانتصار، وهناك تعرض لإصابة خطيرة في ساقة في أحد الاشتباكات، جعلته يعرج طيلة حياته.
كُلف بحراسة الماشية التي انتزعت من المغاربة، واتهم لاحقا بأنه باع قسما من القطيع الذي انتزع من الأهالي إلى السكان! سمعته تشوهت على الرغم من تبرئة المحكمة له، ومنّ عليه الملك مانويل من حديد بمعاش هزيل.
كان طموح ماجلان أكبر بكثير من معاش تقاعدي. كان يحلم بالوصول إلى جزر التوابل، وككان يعرف أن معرفة الجغرافية تؤهله للكثير.
حين صدت أبواب الملك مانويل أمامه تحوّل مع مجموعة من البحارة إلى إسبانيا، وعرض مشروعه على القصر.
كان السكان الأصليون في جزر الفلبين النائية قد قضوا على رحلة استكشافية سابقة، وكان الجميع على ثقة بأن المحاولة الجديدة ستكون واعدة بالأرباح.
دخل ماجلان في مساومات مع ملك إسبانيا على نصيب قدره، خمس الدخل من الرحلة، وعشرين من الأراضي الجديدة.
تم تجهيز أسطول من 5 سفن وما يقارب 300 بحار، 40 منهم برتغاليون. قاد ماجلان هذا الأسطول الصغير في سبتمبر 1519، على طول ساحل إفريقيا إلى المحيط الأطلسي، في طريق طويل لتجنب البرتغاليين المنافسين.
بحلول نهاية العام وصل ماجلان إلى البرازيل، وكان بحارته، أول أوروبيين شاهدوا طيور البطريق، واكتشفت رحلته أيضا منطقة باتاغونيا الفريدة، التي تعد موطن أناس طوال القامة. كان طول السكان المحليين حوالي 1.8 متر، ولم تكن قامات الإسبان تتجاوز في المتوسط أكثر من 1.5 متر.
قيادة بحار برتغالي لأسطول إسباني لم تعجب الكثير من البحارة، فحدث تمرد خلال فصل الشتاء قمع من دون تردد، إلا أن الإسبان المتمردين احتفظوا بضغائنهم في قلوبهم.
في فصل الربيع تحطمت إحدى السفن الخمس، وفقدت كمية كبيرة من المؤنة. تحين البحارة الإسبان الفرص وتمكنت مجموعة منهم على ظهر إحدى السفن من الهرب والعودة إلى إسبانيا.
ابحر ماجلان بالسفن الثلاث المتبقة في المحيط الهادئ لنحو ثلاثة أشهر، ومات عدد من البحارة من الجوع ومرض الإسقربوط.
وصلوا إلى جزيرة هناك، ونجح البحارة في اصطياد سمكتي قرش. وفي الجزيرة الثانية، صعد السكان المحليون إلى إحدى السفن وسرقوا ما طالته أيديهم بما في ذلك القارب، ورد الإسبان باستعادة القارب بعد إحراق القرية وقتل العديد من السكان المحليين، ثم تزودوا من هناك بالمواد الغذائية.
محطتهم التالية كانت جزر الفلبين. كانوا في ذلك الوقت يبحثون عن جزيرة غير مأهولة.
بدت لهم جزيرة سيبو مع سكان ودودين. استمالهم الإسبان بهدايا من الخرز والمرايا، وتبادلوا معهم أدوات الحديد مقابل الذهب!
جزيرةاسيبو كان يحكمها “رجا هومابون”، تم تعميده وأدخلت حاشيته إلى الكاثوليكية، إلا أن زعيم جزيرة ماكتان المجاورة، وتقول إحدى الروايات أنه كان مسلما، رفض الانصياع للإسبان وحرض الجزر الأخرى على مقاومتهم.
استعان ماجلان بمدافعه وبأسلحته النارية المجهولة تماما في المنطقة لقمع التمرد، وأمر بإحراق قرية لابو لابو.
استعد لابو لابو للمعركة، واستعان مقاتلوه بأسلحتهم البدائية بتكتيك ذكي. كانوا يركضون أثناء هجومهم في خطوط متعرجة كي لا يسمحوا للإسبان بتصويب بنادقهم.
بعد ساعة من القتال، أصاب مقاتل محلي ماجلان في وجهه، قبل أن يقتل بحربة. انهالت السهام المسمومة على ماجلان وأصيب في ساقه، ثم طوقه رجال لابو لابو وقضوا عليه.
هرب من تبقى من الإسبان إلى جزيرة سيبو، ومن هناك حاولوا شراء جثة ماجلان إلا أن لابو لابو رفض تلك الصفقة.
بعد تلك الحادثة، أرسلت إسبانيا أربع حملات متتالية لغزو جزر الفلبين إلا أنها انتهت جميعا بالفشل.
يفتخر الفلبيون بلابو لابو، البطل الذي كان أول من قاوم الاستعمار الإسباني، وهو رمز يحمل اسمه أكثر من مكان في الأرخبيل.
على الهامش، يدور جدل حول لابو لابو، ويحاول البعض باستماتة التأكيد على أنه لم يكن مسلما وأنه كان وثنيا، من عبدة الأرواح.
أصحاب هذا الموقف يقولون في نفي الإسلام عنه إن لابو لابو وسكان جزيرة ماكتان وما جاورها، كانت الأوشام تغطي أجسامهم، وبما أن الإسلام يعارض مثل هذا السلوك، فهم ليسوا بمسلمين.
الغريب أن البعض من هؤلاء يشير أيضا في معرض تأكيد وثنية سكان تلك الجزر، إلى أنهم رضوا باعتناق المسيحين فيما لو أنوا كانوا مسلمين لكان الأمر صعبا للغاية. هؤلاء يتناسون أن ماجلان في تلك الحملة والحملات المشابهة كان يفرض المسيحية بالمدافع والحديد والنار.
بيان للجامعة العربية: قرار السلم والحرب من اختصاص الحكومة العراقية وحدها
أصدر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية، القرار رقم 9083، بشأن حشد الدعم الدولي...
قراءة التفاصيل