رسالة خطيرة من نساء في
في مثل هذا اليوم قبل 19 عاما بدأت محاكمة جنود أمريكيين اتهموا بارتكاب جرائم عنيفة ضد السجناء العراقيين في فضيحة سجن أبو غريب، وعوملت على أنها تصرفات فردية جرت في إطار ضيق.
علم العراق بين عامي 1920 – 1958
82 عاما على الحرب العراقية البريطانية!
في البداية وجهت إلى سبعة أمريكيين من سرية الشرطة العسكرية 372، التي تتولى حراسة السجناء في أبو غريب تهما بانتهاك حقوق الإنسان والتنمر وتعذيب الأسرى.
محامي أحد المتهمين وهو الرقيب ديفيس أكد أن “موكلينا هم أفراد عسكريون مثاليون تصرفوا بدقة وفقا للتعليمات”، في حين أصرت السلطات الأمريكية على اعتبار تلك الجرائم تصرفات فردية من الجنود ولا علاقة لها بالرتب القيادية الرفيعة.
من بين الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها السجناء في أبو غريب من طرف أفراد الجيش الأمريكي والاستخبارات المركزية، “الاعتداء الجسدي والجنسي والتعذيب والاغتصاب”.
إدارة جورج بوش الابن زعمت أن انتهاكات أبو غريب ما هي إلا حوادث منعزلة ولا تعكس سياسة الولايات المتحدة، في حين اعترضت المنظمات الإنسانية الدولية مثل الصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، مشددة على أن انتهاكات أبو غريب كانت جزءا من ممارسة واسعة النطاق للتعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز الأمريكية في الخارج، بما في ذلك في العراق وأفغانستان وخليج غوانتانامو.
بين عامي 2004 – 2006 جرت محاكمة 17 عسكريا أمريكيا، وحكم عليهم بالحبس والسجن وسرحوا من الخدمة.
إسرائليون في سجن أبوغريب:
جرى في إطار هذه العدالة، “توبيخ” العميد جانيس كاربينسكي، المسؤولة عن سجن أبوغريب، وخفضت رتبتها إلى عقيد، ولم تمس العدالة الأمريكية متهمين آخرين بارتكاب تلك التجاوزات أو السماح بها، وخاصة أصحاب الرتب العليا.
جانيس كاربينسكي بدورها كانت أقرت بأنها شاهدت بعينيها، مذكرة مشددة موقعة من قبل وزير الدفاع الأمريكي حينها، تلزم مسؤولي السجن باستخدام القسوة مع معتقلي أبو غريب.
كاربينسكي كشفت أيضا أن ممثلين عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كانوا يوجدون في السجن، وكانوا كما تحدثت تقارير، يشاركون في التحقيق مع المعتقلين لمعرفتهم باللغة العربية.
محكمة تستمع للجلادين وترفض شهادة الضحايا:
اللافت أن العدالة الأمريكية في هذه القضية الكبرى، لم تجد أي داع لسماع أقوال الضحايا، واكتفوا بسماع أقوال “الجلادين” وقادتهم، حيث صرّح أحد الجنرالات الأمريكيين قائلا: “لم تكن هناك حاجة لذلك، لأنهم لا يزالون في السجن، وهذا من شأنه أن يخلق مشاكل أمنية خطيرة!”.
أحد الأعيان ممن شاهدوا ما يجري في أبوغريب روى قصته. كان الشيخ كريم رشيد الجنابي يعيش حينها بالقرب من بابل بجنوب بغداد.
في إحدى ليالي أغسطس من عام 2003، تعالى هدير المروحيات العسكرية فوق البلدة التي كان يعيش فيها.
حط الأمريكيون رحالهم هناك. فجروا البوابة، واقتحموا المنزل، وانتزعوا أهل البيت والضيوف من أسرتهم صارخين مندفعين مثل إعصار، وجرى تقييد جميع الرجال في المنزل ودفعوا إلى المروحية.
نُقل هؤلاء إلى قاعدة عسكرية أمريكية في محيط بغداد. وضعت الأكياس على رؤوسهم وأجبروا على الاستلقاء على أرضية باردة لساعات طويلة، ثم تعرضوا للفحص من قبل ملثمين، أشاروا إلى الشيخ، وتم إطلاق سراح البقية.
كريم رشيد الجنابي وضع في زنزانة، حيث أمضى يومين، وكانت تقدم له قطعة خبز وزجاجة ماء في اليوم، فيما لم توجه إليه أي تهم.
عقب ذلك، جرى نقل الشيخ إلى سجن أبو غريب ووضع في قاطع للمجرمين الخطرين. عند استجوابه بُهت الرجل حين علم أنه متهم بأنه يأوي صدام حسين في منزله. أمضى الشيخ عدة أشهر في السجن، على الرغم من عدم تقديم أي دليل على التهم الموجهة إليه.
رسالة خطيرة من أبوغريب:
طلبت امرأة كانت معتقلة في أبوغريب في رسالة سربتها ربيع 2004، أن تتم مهاجمة السجن وأن تقتل المعتقلات فيه، لتخليصهن من العار.
كتبت تلك المرأة في صرخة مأساوية تقول: وإذا كنتم لا تستطيعون فعل ذلك، من أجل حب العزيز القدير، أبلغوا شخصا يمكنه التوسط لنا أو إعطائنا بعض حبوب منع الحمل”.
ذلك يعني أن النساء المعتقلات في ذلك السجن الرهيب، كن يتعرضن لعنف مستمر من قبل السجانين الأمريكيين وأعوانهم، وأن العديد منهن حملن بعد اغتصابهن