استبعد الباحث أحمد رفعت أن يكون ما يجري منذ الصباح قرارا انفعاليا غاضبا جراء اقتحام الأقصى أو الاعتداء على المصلين، مؤكدا أن مثل هذه العملية لا تقل فترة الاستعداد لها عن عام.
وقال المحلل السياسي رفعت في تصريح لـRT “إن ما يدعم تحليلاته هو أن غزة تحت المراقبة الدائمة بالكامل من كافة أجهزة الأمن الإسرائيلية”.
“طوفان الأقصى” في يومها الثاني.. استمرار الاشتباكات ونتنياهو يعلن الحرب
وأضاف: “تلك الأجهزة تراقب ليس دخول السلاح فقط بل حتى مجرد (الحديد) الخام أو مخلفاته والخردة التي يتم صهرها وتحويلها إلى صواريخ أو طائرات مسيرة في ورش بدائية بما يستلزم وقتا طويلا لتجهيز مخزون من القذائف يكفي لأسابيع على الأقل”.
ولفت رفعت إلى أنه فضلا عن ذلك “هناك التدريب وقد شمل طائرات شراعية لا نعرف أين ومتى تدربت الفرق الفلسطينية عليها وهناك المعلومات وهي أساسية وتعني الحفاظ على سرية معلوماتك وتأمينها وكذلك الحصول على معلومات من العدو”.
قدرة فائقة على تأمين العملية وسريّتها
وأردف: “عندما يقوم عدد كبير من الفلسطينيين بهذه العملية فهذا يعني أيضا القدرة الفائقة على تأمين العملية والحفاظ على سريّتها وتراجع قدرات العدو على اختراق الدوائر العليا أو على الأقل العسكرية منها، وليس مستبعدا كذلك تجنيد جنود وضباط إسرائيليين!!”.
وأضاف:”اليوم يجري ما يتابعه العالم منذ الصباح وفيه تأكد سقوط كل نظريات الأمن الإسرائيلية وبدت هشاشة دوائره الأمنية والعسكرية والتي ثبت إمكانية اختراقها وبأدوات بدائية وإن كانت ذكية بلغت حد احتلال مبان ومعابر ومستوطنات والعودة بأسرى!!”.
شكري لبلينكن: بات من الضروري التسوية العادلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
وبيّن الباحث رفعت أن رد الفعل علينا توقع أسوأه على الإطلاق.. بتوقع حتى 1000 أو 2000 شهيد وعشرات الألوف من الجرحى وتدمير البنية التحتية الفلسطينية بالكامل.. ولكن رغم كل ذلك لن يستسلم أحد ولن يعود الأسرى الإسرائيليين بالتحرير المباشر بالقوة.. ولذلك ستأتي اللحظة للتفاوض.. فهل ستكون من أجل الأسرى فقط؟”.
الاقتناع بضرورة التفاوض
وتابع في هذا الجانب: “هنا يبدو السيناريو الأول وهو الاقتناع أخيرا بضرورة التفاوض ما يعني بدء تنفيذ شروط من أطراف عربية اشترطتها أولا للتطبيع مع إسرائيل!.. أم سنذهب إلى المخطط القديم والثابت لـ”الدولة اليهودية” (النقية) من العرب وهو ما يعني ترحيل عرب 1948 إلى خارج إسرائيل وهو ما يحتاج إلى ذريعة قوية لترحيل من يحملون – كرها – الجنسية الإسرائيلية لكنهم لم يرتكبوا شيئا أو ضم أجزاء من أرض الضفة وإعلانها أرضي إسرائيلية رسميا !!.. أم مفاوضات طويلة حول الأسرى ولو صحّت الأنباء عن عددهم سيكون الجانب الإسرائيلي هو الأضعف خاصة إذا أستخدمها الفلسطينيون جيدا من خلال بث رسائل مصورة للأسرى إلى ذويهم يستعطفونهم لإطلاق سراحهم! العدد المحتمل للأسرى يكفي لتحقيق الإفراج عن كل السجناء الفلسطينيين وكذلك جثث الشهداء المرتهنة في مستشفيات العدو! وتبقى المواجهة محتملة دائما مع هذا السيناريو الأخير!.
الرحيل بعد فضيحة
واختتم رفعت: “كل الجهود الدبلوماسية لن توقف إسرائيل التي يستحق رئيس وزرائها الرحيل بعد فضيحة اليوم ويحتاج إلى مزيد من الضحايا لإقناع الداخل بالانتقام لما جرى ولهوهم عن الحديث عن الخيبة الكبيرة بحجة استمرار القتال !.. الأيام وحدها تحمل الإجابة !”.