أقرب توصيف للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، أنه كان شخصية جدلية على مدى 42 عاما من قيادته لبلاده، ما يعني صعوبة شطبه أو وضعه في خانة واحدة.
القذافي في مرآة “المعجزة”!
يبدو ذلك جليا مع استمرار تمسك أنصاره به وتقديرهم له في ليبيا وفي أنحاء العالم على الرغم من أن صفحة حكمة الطويلة طويت ونظامه انتهى بقتله بطريقة مرعبة بعد أن قصفت طائرات أمريكية وفرنسية موكبه أثناء خروجه من مسقط رأسه سرت، ثم القبض عليه وعلى نجله المعتصم ووزير دفاعه أبو بكر يونس جابر، وإعدامهم مع العشرات من الحراس، في مشاهد وثقتها حينها كاميرات الهواتف النقالة.
منظمة هيومن رايتس ووتش كانت سجلت على لسان بيتر بوكيرت، مدير الطوارئ فيها أنه “إضافة إلى القذافي وابنه، قتل ما لا يقل عن 66 شخصا آخرين، كانوا في قافلة من 50 سيارة تحاول الفرار من سرت. تم القبض عليهم ووضعهم على جدار خرساني واستجوابهم وضربهم وإهانتهم، ثم أطلقوا النار عليهم بالقرب من فندق المهاري في سرت، وأصيب العديد منهم في مؤخرة الرأس”.
ضحكت بابتهاج وزير الخارجية الأمريكية وقتها هيلاري كلينتون، حين سمعت بما جرى للقذافي، وقالت: “هذه أخبار جيدة”!
مع ذلك، لا يزال علم القذافي الأخضر يرفرف في المناسبات الوطنية في عدة قرى ومناطق وخاصة في الجنوب الليبي، بل ويحن للاستقرار في عهده الكثير من المواطنين الليبيين الذين يشاهدون، على مدى سنوات طويلة، تمزق بلادهم وتحولها إلى كيان هش، لم يستطع حتى الآن أن يخرج من دوامة الفوضى والفشل.
دبلوماسي دولي كان عرفه عن قرب والتقى به مرات عديدة وصفه بأنه “آخر رومانسي في العالم العربي”.
السفير الروسي السابق في ليبيا فلاديمير شاموف كان قال عن القذافي في حوار صحفي: “رأيته مرات عديدة، وسمعته مرات كثيرة، وعلى الرغم من كل إسرافه، وكل أصالته وتصرفاته الغريبة، كان شخصا فريدا. من المؤسف أن مصيره انتهى على هذا النحو، وأن النجم هوى وتمزق أيضا بوحشية. هذا بالفعل عار، لأننا نفهم أن قيمة مجتمعنا، حتى من الناحية الدولية، هي التنوع”.
من بين النقط المضيئة في عهد القذافي، يشير عدد من الباحثين إلى مشروع “النهر الصناعي العظيم” الذي كان هدفه ليس فقط القضاء على مشاكل نقص مياه الشرب وتخليص ليبيا، البلد الواقع الواقعة في صحراء قاحلة، من الحاجة إلى استيراد المنتجات الزراعية، بل وإظهار ما تملكه ليبيا، إلى جانب احتياطيات النفط الضخمة، من مخزونات هائلة من المياه العذبة، ما يشير إلى تنبهه إلى أن نقص المياه، تعد واحدة من أكثر المشاكل المستقبلية إلحاحا على الأرض، ومن يمتلك المياه العذبة يمتلك الحياة في المستقبل.
من بين الأمور الأخرى، جانب يضع يده عليه، عضو أكاديمية العلوم الروسية أناتولي إيغورين في قوله: “على خلفية وفاته الرهيبة، يبدو كل شيء غير مقنع. لا النفط الليبي، ولا مشروع الدينار الذهبي البديل للدولار، ولا الطموحات الجيوسياسية للعقيد في القارة الأفريقية. في السنوات الثمانية بعد رفع العقوبات الدولية ضد ليبيا، أظهر القذافي مرارا للغرب قدرته على التفاوض”.
القذافي في هذا السياق كان سلم إلى الولايات المتحدة في عام 2003 برنامجه النووي والصاروخي، وحمل جسرا من طائرات النقل الأمريكية معدات البرنامجين، إلا أن الغرب لم يسامحه على سنوات العداء مع من كان يسميها في خطبه النارية بـ “الإمبريالية الأمريكية”، واقتص منه بطريقة بشعة.
شخصية القذافي الجدلية كما يراها العديد من الأكاديميين والمحللين السياسيين، كانت ظهرت بقوة في شكل رد فعل بعد شهرين من مقتله الرهيب في استقصاء على الإنترنت أجرته منظمة العفو الدولية، وصوتت الأغلبية للقذافي باعتباره ضحية لعنف مفرط، وأصبح شخصية العام 2011.
هذه النتيجة صدمت الكثيرين في الغرب، ولم يتوقع هؤلاء أن يصوت لصالح القذافي حتى رواد الإنترنت في الغرب ذاته، ولذلك جرى بسرعة في 31 ديسمبر 2011 حذف نتائج التصويت من الموقع.
كثير منا مع توارد سيل الأنباء هذه الأيام،يرى كلمه (أكسيوس)
((أكسيوس)) كثير منا مع توارد سيل الأنباء هذه الأيام،يرى كلمه (أكسيوس) على شريط الأخبار والبعض منا يعتقد أن هذا أسم...
قراءة التفاصيل