وقال ماكرون للمرة الثانية، في 16 مارس لصحيفة “لو باريزيان” الفرنسية: “واجبنا هو الاستعداد لجميع السيناريوهات”. وكان الرئيس الفرنسي قد حذر بالفعل في 26 فبراير من أنه “لا ينبغي استبعاد أي شيء” بسؤاله عن إمكانية ارسال قوات غربية إلى أوكرانيا.
قالت صحيفة “سود ويست” الفرنسية، إنه من خلال تغيير موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشكل جذري في الملف الأوكراني، إلى درجة إثارة شبح إرسال قوات برية، يحاول ماكرون استعادة زمام المبادرة في الصراع الأوكراني، مجازفاً بأن يجد نفسه وحيداً”.
وتحت عنوان:” الحرب في أوكرانيا: إذا أُرسلت قوات فرنسية سيكون من الضروري تبرير أسباب عودة جثث الفرنسيين”، قالت صحيفة “سود ويست” الفرنسية” إن الرأي العام الفرنسي لا يتقبل فكرة إرسال قوات للقتال في أوكرانيا، في الوقت الذي تسعى فيه فرنسا لتأمين دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
من جهته، قال المؤرخ والعقيد السابق في الجيش الفرنسي، ميشيل جويا: “إذا تدهور الوضع في أوكرانيا فسنكون مستعدين لاتخاذ القرارات بإرسال قوات إلى أوكرانيا ولكن هل يسمح الوضع الدفاع للجيش الفرنسي بذلك في ظل الأزمة الإقتصادية التي تشهدها البلاد؟
وكشف تقرير صادر عن لجنة الدفاع الوطني والقوات المسلحة نُشر في فبراير/شباط 2023، عن التدهور الإجمالي لمخزونات الذخيرة الفرنسية، كما يبدو أن الحرب الباردة أصبحت غير قابلة للاستمرار سواء في ضوء السياق الاستراتيجي الحالي أو الطموحات العسكرية الفرنسية، وذلك نتيجة لخفض ميزانية الجيوش.
*إذن، ما الذي يمكن أن يرسله إيمانويل ماكرون إلى أوكرانيا؟
وردًا على هذا السؤال، يحدد المؤرخ والعقيد السابق في القوات البحرية ميشيل جويا احتمالين؛ الأول: “نرسل فنيين ومستشارين وميكانيكيين وفرق إزالة ألغام… ونقدم الدعم الصفوف الخلفية دون المخاطرة.
والثاني: “نحاول القيام بعملية لتأمين حدود معينة مثل الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا. أو نقوم بتأمين جزء من نهر الدنيبر أو أمام أوديسا على سبيل المثال”.
من جانبها، قالت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية إن هناك عدة سيناريوهات للانتشار الفرنسي في أوكرانيا، وهي؛ السيناريو الأول، أن تنشئ فرنسا مصانع في أوكرانيا، أما عن السيناريوهات الأخرى فمنها، أن يقوم الجنود الفرنسيون بتدريب وتشغيل معدات معينة، وهناك أيضاً سيناريو “حماية أوديسا”، ومن الممكن أن يقيم الجيش الفرنسي منطقة آمنة في أوكرانيا، والسيناريو الأخير الذي طرحته الصحيفة الفرنسية هو المواجهة المباشرة في الخنادق.
وقالت “لوفيجارو” إن أوكرانيا تعاني، وهذا أمر مفهوم، موضحة أن مدينة أفديفكا، المحصنة منذ عام 2014، قد سقطت وتأخرت المساعدات الأمريكية طويلاً، وبدأت الذخيرة في النفاد.