كانت الحرب على غزة، هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كإرهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه.
العديد من المواقف عكست هذا التغير، من الجندي الأمريكي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بلادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل: جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، ورامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.
في الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة نبتعد عن هوليود قليلا ونذهب إلى فرنسا، حيث أنتجت عام 1944 فيلما عن كيف يستخدم المسلمون الأطفال كدروع بشرية، وأيضا أدوات لتنفيذ عملياتهم الإرهابية.
فيلم killer kid / طفل من لبنان
هو فيلم فرنسي من إنتاج عام 1994، من إخراج جيل دي مايستر، وهو مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب كلود كلوتز، والتي نُشرت عام 1989، والفيلم هو العمل الروائي السينمائي الأول لمخرجه، بعد السلسلة الوثائقية “الجنود الأطفال” الصادر عام 1986.
في عام 1986، بعد مقتل والده في الحرب، أثناء فترة احتلال إسرائيل لجنوب لبنان، باع عمه الصبي اللبناني جيلالي (توفيق جلاب) البالغ من العمر 11 عامًا لجماعة إسلامية متطرفة ويذكرها الفيلم أنها “ميليشيا حزب الله” مقابل 3000 دولار حتى يتمكن من شراء سيارة.
ومن خلال سلسلة من التدريبات الجادة في “معسكر حرب عصابات سري” في لبنان، كما يظهره الفيلم، يتم تلقين الطفل عقيدة القاتل المتعمد دون الشعور بالذنب، وأدى ثباته وتفانيه العسكري إلى اختياره لمهمة إرهابية في باريس، ويرتب التنظيم للعملية، حيث يبعث بالطفل جيلالي إلى فرنسا لكي يعيش مع أسرة لبنانية مهاجرة، ويتمكن من اكتساب سلوكيات أكثر تحضرا من طفل آخر (كريم) في هذه الأسرة، ومن المفترض أن يتم إبلاغ جيلالي بأنه سيتظاهر بأنه كريم عند حضوره حفل عيد الميلاد لأطفال الموظفين في قصر الإليزيه، ووفقا للخطة يتولى والد كريم اصطحاب جيلالي إلى هناك باستخدام بطاقة هوية كريم المزورة.
يرضخ والد كريم للتهديد الذي وقع أسيرا له، حيث يهدده الإرهابيون اللبنانيون بقتل ابنه كريم إذا لم يستكمل تنفيذ العملية وتوصيل جيلالي إلى مقر الحفل حتى ينفذ عملية اغتيال الرئيس الفرنسي، لكن كل هذه الترتيبات تتغير بتمرد جيلالي وقتله لثلاثة رجال كانوا يهددون كريم ووالدته في المنزل، ويهرب مع كريم ويحاولان الاختباء، ظنا منهما أنهما يستطيعان التسلل إلى إحدى السفن المغادرة إلى لبنان مرة أخرى.
حدث تحول في شخصية جيلالي بفعل تأثره بشخصية كريم، الذي اكتسب ثقافته من الحضارة الفرنسية التي اختار والديه أن ينتميان إليها بالهجرة من بلدهما إليها، بسبب ظروف الحرب القاسية في لبنان، حيث يوضح الفيلم الفروق بين من نشأ في ثقافة دموية (لبنان) والعكس.
والفيلم يركز على توازي كلمتي (مسلم وإرهابي) معا، في أدق تفاصيله، بداية من الأحداث إلى الأفيش الخاص به، حيث يتضمن أفيش الفيلم صورة لوجه الطفل بطل الفيلم وأسفلها باب يشبه في هيكله مدخل المساجد القديمة وإلى جواره قطعة سلاح.