أكد فيكتور هوجو بينيا باريرو، سفير باراجواي لدى القاهرة، مساء الثلاثاء، أن مجموعة الميركوسور كانت داعمة خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة التي مرت بها مصر، والتي تأثرت بشدة بسبب فيروس كورونا والحرب في أوكرانيا، ما أسفر عن أزمة في استيراد القمح والأغذية الأخرى، وهي مكونات أساسية للأمن الغذائي للمصريين.
جاءت تصريحات السفير خلال اللقاء الذي عقده سفراء دول تجمع “ميركوسور”، الأرجنتين، أمريكا اللاتينية، باراجواي، البرازيل، في مقر إقامة سفير الأرجنتين بالقاهرة جونزالو أوريولابيتيا، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الـ33 للسوق المشتركة لبلدان المخروط الجنوبي (ميركوسور) حيث تترأس باراجواي حاليا بشكل مؤقت تجمع السوق المشتركة.
*تمكين المصريين من الحصول المستدام على الأغذية الآمنة
وقال سفير باراجواي إن دول ميركوسور قدمت دعمًا حقيقيًا وتبادلت خبراتها ومعارفها للمساهمة في تحقيق الهدف المتمثل في تمكين جميع المصريين والمقيمين في مصر من الحصول المستدام على الأغذية الآمنة والمغذية بكميات كافية لتلبية احتياجاتهم الغذائية.
وأضاف سفير باراجواي أن السوق المشتركة لبلدان المخروط الجنوبي، ميركوسور، بدأت بفضل الرؤية المشتركة للرئيسين راؤول ألفونسين وخوسيه سارني، اللذين دعما ووقعا على قانون يجوازو في 29 نوفمبر 1985 والذي كان وقتها موقع بين الأرجنتين والبرازيل.
وتابع: كان ذلك بمثابة حجر الأساس لتأسيس السوق المشتركة لبلدان المخروط الجنوبي. وفي فبراير 1989، بعدما استعادت باراجواي ديمقراطيتها، بدأت المفاوضات لإبرام معاهدة أسونسيون، والتي تعتبر الأداة التأسيسية لميركوسور. حيث تم التوقيع على هذه المعاهدة في 26 مارس 1991، أي منذ 33 عامًا من اليوم، في عاصمة باراجواي.
وقال إن المعاهدة وقع عليها الرئيس الأرجنتيني كارلوس ساؤول منعم، والرئيس البرازيلي خوسيه سارني، والرئيس الباراجواني أندريس رودريجيز، ورئيس الأوروجواي خوليو ماريا سانجينيتي.
*التبادل التجاري بين مصر والميركوسور
وتابع سفير باراجواي: كانت أول اتفاقية تجارة حرة توقع بين مجموعة الميركوسور ودولة خارج المنطقة مع مصر، حيثُ وُقِعت عام 2010، ودخلت حيز التنفيذ بالكامل ابتداءً من عام 2017، و شهد التبادل التجاري بين الجانبين نموًا كبيرًا، ولكن من الطبيعي أن نتطلع جميعًا إلى زيادة هذا التبادل إلى أقصى حد ممكن. وفي السنوات الأخيرة، بلغ إجمالي قيمة التبادل التجاري 3,929 مليون دولار .
وأوضح السفير أنه منذ تأسيس ميركوسور، حققت الدول المؤسسة تقدمًا ملحوظًا، كما شهدت التجارة داخل المنطقة نموًا كبيرًا، حيث ازدادت الفرص التجارية والاستثمارية وما زالت تتوسع، وذلك ضمن إطار التكامل التنافسي للاقتصادات الوطنية في السوق العالمية.
وأشار إلى تطبيق تعريفة خارجية مشتركة، و اعتماد سياسة تجارية موحدة تجاه الدول الأخرى والمنظمات المتعددة الأطراف.
*الميركوسور ثاني أكبر سوق عمل مفتوحة في العالم
وقال سفير باراجواي إن الميركوسور هي ثاني أكبر سوق عمل مفتوحة في العالم، ولا يفوقها سوى الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن دول الميركوسور، الأعضاء الأربعة المؤسسين تعد رواد عالميًا في مجال الزراعة المباشرة التي تتضمن فوائد متعددة مثل الحد من تآكل التربة، وتقليل تبخر المياه، وتقليل استخدام الوقود الأحفوري وانبعاث الغازات الدفيئة وتعزل الكربون في التربة، وتقوم بتحسين الخصوبة الكيميائية، وزيادة تدوير المغذيات، وخفض تكاليف التشغيل.
وأكد السفير أن تجمع الميركوسور يحظى بقوة عالمية في مجالات عدة، منها ثروة مائية متمثلة في أنهارها، وبحيراتها، ووجود حوض جواراني للمياه الجوفية، الذي يعتبر رابع أكبر خزان للمياه العذبة في العالم، واحتياطيات كبيرة من النفط والغاز، سواء التقليدية أو من الصخور الزيتية وموارد غنية من المعادن الثمينة مثل الذهب، والفضة، والنحاس، والقصدير، بالإضافة إلى موارد مهمة للاقتصاد الحديث مثل الليثيوم، والنيكل، والجرافيت، والسيليكون، والأتربة النادرة.
*السفير أشرف منير: العلاقات بين مصر وأمريكا اللاتينية قوية
من جهته، قال السفير أشرف منير، مساعد وزير الخارجية لدول أمريكا اللاتينية، إن حجم التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة الميركوسور بلغ في عام 2022 أكثر من 5.2 مليار دولار.
وأضاف منير، خلال كلمته بالاحتفالية، أن العلاقات بين مصر ودول أمريكا اللاتينية، ومن بينها دول مجموعة الميركوسور، قوية ومتميزة جدا، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية المصرية تعمل على تعزيز هذه العلاقات، حيث يوجد للمكسيك في مصر مليار و200 مليون دولار كاستثمارات مباشرة في مختلف القطاعات.
وأشار إلى وضع استراتيجية متكاملة لتطوير العلاقات في كل المجالات اعتبارا من 2021، و ترتيب زيارات ميدانية لسفراء دول أمريكا اللاتينية لمختلف الأماكن في مصر لدعم وتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر.