أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس الأربعاء، رفضه الاتفاق المقترح لتحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي والتكتل الاقتصادي لدول أمريكا الجنوبية “ميركوسور” بصورته الحالية خلال زيارته الحالية للبرازيل.
وقال ماكرون في حديث له بمدينة ساو باولو البرازيلية “بوضعه الحالي، هو اتفاق سيء للغاية. هذا الاتفاق الذي تم التفاوض بشأن على مدى 20 عاما ليس الاتفاق الذي نريده”.
وأضاف “دعونا نتفاوض حول اتفاق جديد مسؤول يتوفق مع أهدافنا والواقع ويضع التطورات والتغير المناخي والتنوع البيولوجي في الحسبان”.
يذكر أن الرئيس الفرنسي هو أحد أشد قادة الاتحاد الأوروبي أنتقادا للاتفاق التجاري مع ميركوسور.
وخلال قمة الأمم المتحدة للمناخ “كوب 28” السابقة في الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر الماضي انتقد ماكرون حقيقة أنه سيكون على المزارعين والشركات في أوروبا الالتزام باشتراطات لخفض الانبعاثات الغازية، في حين لن تكون المنتجات القادمة من أمريكا الجنوبية ملزمة بنفس هذه القواعد للدخول إلى الاتحاد الأوروبي بدون أي رسوم جمركية.
وقال ماكرون فس كلمته في دبي “لا استطيع مطالبة مزارعينا وشركاتنا الصناعية في فرنسا ولا حتى في أي مكان بأوروبا ببذل الجهود لتطبيق القواعد الجديدة لخفض الانبعاثات الكربونية ثم أقول لهم فجأة، أنا ألغيت كل الرسوم للسماح للمنتجات التي لا تطبق نفس هذه القواعد بالدخول إلى سوقنا”.
ويتعارض الموقف الفرنسي مع موقف الحكومة الألمانية. وخلال اجتماع ببرلين في ديسمبر الماضي دفع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في اتجاه نهاية سريعة للمفاوضات بشأن اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور.
يذكر أن اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل ميركوسور الذي يضم البرازيل والأرجنتين وبراجواي وأوراجواي سيؤدي إلى قيام إحدى أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم بعدد سكان يبلغ أكثر من 700 مليون نسمة. ويجري التفاوض بشأن هذا الاتفاق منذ 23 عاما. وفي 2019 تم التوصل إلى اتفاق مبدئي، لكنه لم يدخل حيز التطبيق بسبب مخاوف تتعلق بحماية الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية.