بعد الهجوم الإرهابي الذي ضرب موسكو، رفعت فرنسا حالة التاهب القصوى إلى حد مستوى الهجوم الطارئ، وذلك تحسباً لوقوع هجمات إرهابية قبل حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 المقررة الصيف المقبل.
وانتقلت فرنسا هذا الأسبوع، منذ هجوم موسكو، إلى أعلى مستوى في خطتها الأمنية “فيجيبرات” في مواجهة التهديد الإرهابي.. وسط تكهنات حول إلغاء حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 المقررة الصيف المقبل.
وتعتبر السلطات الفرنسية، أن الهجوم الإرهابي المتوقع في فرنسا يمكن أن يكون أكثر من “التهديد المتوقع”، كما هو الحال مع هجمات 13 نوفمبر 2015.
• ثلاثة مستويات التنبيه
تتكون خطة “فيجيبرات” من ثلاثة مستويات تنبيه: مستوى “اليقظة”، ومستوى “الأمن المعزز – خطر الهجوم” والمستوى الأعلى، مستوى “هجوم الطوارئ”.
ومستوى “اليقظة” يتوافق مع الوضع الأمني الدائم وتنفيذ 100 إجراء فعال دائما”، في حين يشمل “فيجيبرات” نحو 300 إجراء.
المستوى الثاني، “الأمن المعزز – خطر الهجوم”، يتوافق مع “تهديد إرهابي مرتفع، بل مرتفع جدًا”. ويحدد الموقع أنه “يمكن بعد ذلك تفعيل العديد من التدابير المحددة الإضافية”.
وأخيرًا، فإن المستوى الذي تم تفعيله في فرنسا بعد حادث موسكو، وهو مستوى “الهجوم الطارئ”، “يمكن تفعيله فورًا بعد الهجوم أو إذا اتخذت مجموعة إرهابية محددة وغير محددة موقعًا”.
تم وضع هذا المستوى الأقصى “لفترة محدودة” من أجل “منع أي خطر لمزيد من الهجمات”، وهو يتيح على وجه الخصوص “ضمان التعبئة الاستثنائية للموارد، ولكن أيضًا لنشر المعلومات التي من شأنها حماية المواطنين في حالة أزمة”، مثل الملصقات أو الرسائل الصوتية في الأماكن العامة. ويمكن أيضًا تعزيز الإجراءات التقييدية، مثل عمليات التفتيش عند مداخل المباني.
والحد الأقصى للتنبيه، تم إنشاؤه في عام 2016.
ووفقاً لصيحفة” لا ديبيش” الفرنسية، فإن التشكيك في مستوى الأمن اللازم يكفي لإلغاء لإقامة حدث مكشوف مثل حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في يوليو.
ويمثل حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس، المقرر عقده يوم الجمعة 26 يوليو، تحدياً أمنياً هائلاً للمنظمين في فرنسا، يعززه هجوم 22 مارس في موسكو والتهديد الإرهابي الذي يثقل كاهل البلاد أكثر من أي وقت مضى.
وقبل أربعة أشهر من بدء الألعاب، تتزايد الشائعات حول فرض قيود أكثر على الإشراف على حفل الافتتاح، والأسوأ من ذلك، وفقاً لبعض المصادر، أن الأمن الداخلي سيشجع الوزارة على التخلي عن حفل الافتتاح.
ونقلت إذاعة “يورب1” الفرنسية، عن مصدر في المديرية العامة للأمن الداخلي، قوله إن “الرسالة انتقلت إلى وزير الداخلية جيرالد دارمانان”، مضيفاً: “علينا أن نتحول إلى الخطة البديلة”.
وتتمثل الخطة البديلة، في هذا السيناريو، في مراجعة تنظيم العرض إلى حد كبير كما تم تصميمه حاليًا، بمسار يزيد طوله عن 6 كيلومترات على طول نهر السين.
والتقى وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، الخميس الماضي، مع المديرية العامة الأمن الداخلي الفرنسي (المخابرات الداخلية) لعقد اجتماع حول الاستعدادات لافتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس في ظل التهديدات الإرهابية.
وفي ختام هذا اللقاء، أراد دارمانان أن يشكر رجال الأمن الداخلي على مواقع التواصل الاجتماعي على “التزامهم، خاصة في هذه السنة الأولمبية التي ستنظم فيها بلادنا أكبر حدث في العالم وحفل افتتاح غير مسبوق”.
وقال دارمانان في منشور على منصة إكس مصحوباً بصورة:” صورة مع ضباط الأمن الداخلي الفرنسي (المخابرات الداخلية)، الذين يتم تعبئتهم بالكامل كل يوم من أجل أمننا، ضد الإرهاب والتدخل الأجنبي. شكرًا لهم على التزامهم، خاصة في هذا العام الأولمبي الذي ستنظم فيه بلادنا أكبر حدث في العالم.
• إمكانية تقليص عدد حضور حفل الافتتاح
وقبل ثلاثة أسابيع، أشار الوزير أمام أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن 326 ألف شخص “فقط” سيكونون قادرين على حضور العرض، أي نصف العدد الذي أعلنه المنظمون منذ فترة طويلة، أي جمهور يبلغ 600 ألف شخص، وقبل ثلاث سنوات، ذكرت عمدة باريس، آن هيدالجو، أن عدد الحضور لحفل الافتتاح سيكون 2 مليون شخص.
بدوره، قال الخبير الأمني جيوم فاردي، لمحطة “فرانس إنفو”: “في نهاية المطاف سيكون الرقم أقل بكثير، ومن الممكن أن ينخفض أكثر إذا اشتد التهديد الإرهابي. وبالتالي لا تزال التعديلات ممكنة إلى حد كبير”.
وأضاف أن إجراء “تقييم دائم للمخاطر” لهذا النوع من الأحداث أمر “صحي للغاية”.
ويعتبر الخبير الأمني تقليل عدد المتفرجين أو مسافة العرض، بحسب قوله، جزءًا من “التعديلات” التي “من الطبيعي تمامًا” أخذها في الاعتبار في الوقت الحالي.