قال رئيس لجنة الانتخابات أحمد ينار، للصحفيين في أنقرة، إن مراكز الاقتراع في الانتخابات البلدية أغلقت أبوابها في مختلف أنحاء تركيا اليوم الأحد.
ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية في وقت لاحق من مساء اليوم الأحد.
وسيكون السباق للسيطرة على إسطنبول ومراكز صناعية أخرى بمثابة اختبار لشعبية الرئيس رجب طيب أردوغان، في ظل أزمة تكاليف المعيشة ومرور 10 أشهر على تمديد حكمه لفترة ولاية ثالثة.
ويحق لنحو 61 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم في انتخابات اليوم الأحد، ومنهم حوالي مليون ناخب سيدلون بأصواتهم لأول مرة.
وأشار مراقبون إلى وجود حملة انتخابية غير عادلة حيث يستفيد أردوغان البالغ من العمر 70 عاما بموارد أوسع بكثير من جانب الدولة، كما يسيطر على 90% من وسائل الإعلام الرئيسية.
ويسعى مرشح حزب الشعب الجمهوري العلماني، عمدة إسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو، إلى الفوز بولاية أخرى.
واستطاع إمام أوغلو في الانتخابات المحلية لعام 2019 انهاء 25 عاما من حكم المحافظين الإسلاميين في إسطنبول.
وفي حال فوز إمام أوغلو بولاية ثانية سيجعل ذلك منه منافسا رئيسيا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في عام 2028.
وتشير استطلاعات الرأي إلى وجود سباق متقارب بين إمام أوغلو ومنافسه مراد كوروم، وزير التخطيط الحضري السابق من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان.
وتتمتع إسطنبول، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، بوضع خاص لأردوغان لأنها كانت المكان الذي بدأ فيه الرئيس صعوده السياسي.
وعندما خسر مرشح أردوغان في إسطنبول بفارق بسيط في الانتخابات المحلية عام 2019، تحركت حكومة أردوغان بسرعة لإلغاء التصويت.
وبعد إعادة التصويت مرة أخرى، فاز إمام أوغلو بهامش أكبر، ليمنى أردوغان بأسوأ خسارة سياسية.
وحذر المراقبون من خطر الانزلاق إلى “السلطوية” إذا عادت إسطنبول، بميزانيتها السنوية البالغة حوالي 16 مليار دولار، إلى سيطرة حزب العدالة والتنمية.
وقال المحلل السياسي بيرك إيسن إنه “في ظل وجود نظام استبدادي بشكل متزايد في تركيا يعمل على تركيز الموارد في يد الحكومة، تحتاج أحزاب المعارضة إلى الوصول إلى الموارد البلدية من أجل البقاء”.
كما يواجه إمام أوغلو حظرا سياسيا محتملا في قضية منظورة أمام المحكمة، يقول منتقدوها إن لها دوافع سياسية.
وقال المحلل إيسين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “إن إمام أوغلو هو أفضل مرشح للمعارضة، وإذا حقق فوزا آخر، سيكون من الصعب جدا استبعاد إمام أوغلو.. وأردوغان يعرف ذلك أيضا”.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن شخصين على الأقل لقيا حتفهما وأصيب 15 آخرون بعد اندلاع أعمال عنف، بما في ذلك استخدام أسلحة نارية، خلال الانتخابات البلدية في محافظتي ديار بكر وسيرت بجنوب شرقى البلاد.
وقال حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، والذي يتمتع بدعم واسع النطاق في جنوب شرقي تركيا، إنه يحقق في أعمال العنف.