وتقول صحيفة ميامي هيرالد، إنه رغم أن أمسيات الإفطار تميل لأن تتضمن أنواعا متشابهة من المأكولات، أوضحت الزيارات في أنحاء مقاطعتي ميامي –ديد وبوروارد، أن كل منهما يمكن أن تكون مختلفة، مما يعكس التأثيرات متعددة الثقافات للمنطقة.
وتركز بعض أمسيات الإفطار في جنوب فلوريدا على التقاليد الإسلامية. ويهدف البعض الآخر منها إلى بناء جسور بين أتباع الديانات المختلفة. وقد شاركت بعض المساجد في مقاطعة برووارد في حفل إفطار كبير للغاية لزيادة الوعي وجمع التبرعات للفلسطينيين المحاصرين في الحرب بين إسرائيل وحماس. وعموما يقول كثيرون من منظمي أمسيات الإفطارـ إن هذه التجمعات الليلية أصبحت محبوبة ومتنوعة بصورة متزايدة- ومهمة في فترة تشهد انقساما اجتماعيا وسياسيا عميقا.
ويقول الإمام الشيخ شفايات محمد، مؤسس مسجد دار العلوم في مدينة بيمبروك باينز بفلوريدا “إن أمسيات الإفطار آخذة في الانتشار في جنوب فلوريدا، وتقوم المدن بإقامتها، وكذلك المساجد. ويأتي السياسيون، والمسئولون المنتخبون إلى المساجد. ولكن ما نحتاج لعمله بعد رمضان هو مواصلة هذه العلاقات مع الكنائس والمعابد اليهودية الأخرى”.
وتضيف صحيفة ميامي هيرالد أن هناك عددا “قياسيا” من الفعاليات التي ترعاها المدن بمناسبة شهر رمضان، ورغم أن وجبات الإفطار – أمر ليس بجديد بالنسبة للمسلمين، فإن تلك الفعاليات ليست للمسلمين فقط. واتضح ذلك في الكثير من أمسيات الإفطار في المقاطعتين، حيث شارك فيها الكثير من غير المسلمين.
وفي حفل إفطار أقيم برعاية المدينة في بيمبروك باينز وهو -الأول من نوعه هناك- جرى حوار بين بعض مسئولي المدينة، وقادة الطوائف الدينية وأعضاء مساجد مختلفة في جنوب فلوريدا أثناء تناولهم وجبة الافطار. وقبل الإفطار تحدث الشيخ شفايات محمد عن أهمية مثل هذه الفعاليات التي تضم اتباع مختلف الديانات.
وقال شفايات “أعتقد أنه من المهم خاصة في الوقت الحالي، ضرورة أن يعرف كل هؤلاء الحضور من مسئولي المدن والمسئولين المنتخبين الإسلام، ليعرفوا المسلمين.. يجب ألا ننتظر حتى تحدث مشكلة لنجتمع معا ليحدث تعارف اجتماعي بيننا”.
وفي حفل إفطار آخر في مدينة هالاند بيتش في جنوب مقاطعة برووارد، استغلت الدكتورة باربارا شاريف، المفوضة السابقة لمقاطعة برووارد وأول عمدة مسلمة وذات بشرة سوداء في المقاطعة تعليقاتها للحديث عن الحرب المحتدمة الدائرة في الشرق الأوسط. وقالت “عندما نتحدث عن شهر رمضان وما يعنيه هذا الشهر،.. فسواء كنت مسلما أو لا، أو مسيحيا أو يهوديا لا يهم الأمر، فإن السلام هو المطلوب حتى يمكن للناس في كل منطقة تحقيق الازدهار”.
وفي أحد أمسيات الإفطار ناقش بعض الحضور الحاجة إلى المزيد من الفعاليات المخططة، حيث يمكن للأصدقاء اليهود والمسلمين التحدث صراحة عن آرائهم بشأن الحرب.
وقال نافيد أنجوم من مدرسة ميامي الإسلامية في مدينة كندول “لا تريد أن نجلب ما يحدث في الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة؛ لأننا مهما كان اعتقاد كل منا فإننا جميعا اتباع عقيدة إبراهيم. نحن نؤمن بالسلام، ونؤمن بالمحبة”.
وتأتي أمسيات إفطار هذا العام في ظلال ما وصفه كاكلي، رئيس اتحاد المسلمين بـ”حملة معادية للإسلام” حدثت في في يناير الماضي، عندما قام فندق كورال سبرنجز بإلغاء مؤتمر للجالية الإسلامية بعد حملة على الإنترنت وصفت الجالية بأنها “متعاطفة مع حماس”، وبعد إرسال التماس وقعه أكثر من أربعة آلاف شخص، للضغط على الفندق لإلغاء المؤتمر.
واعتبر اتحاد المسلمين في جنوب فلوريدا الحادث بأنه “تجريد للإنسانية” بالنسبة للمسلمين، وفي نهاية المطاف تم إلغاء المؤتمر.
وقال كاكلي إن نجاح أمسيات الإفطار هذا الشهر “رغم حملة معاداة المسلمين التي لم تهزنا ولكن دفعتنا لزيادة الحوار والوعي بعقيدتنا الإسلامية والتعريف بمن نحن كجالية إسلامية في جنوب فلوريدا”.