عقد معهد التخطيط القومي الحلقة السابعة من المتابعات العلمية حول تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2023 “التوسع الحضري وتحويل النُظم الزراعية والغذائية والأنماط الغذائية الصحية عبر التسلسل الريفي الحضري” الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ال FAO.
وقدمت التقرير بالتحليل سحر البهائي، أستاذ الاقتصاد الزراعي ومديرة مركز التخطيط والتنمية الزراعية، وقد أدارت الحلقة عزيزة عبد الرزاق، أستاذ الاقتصاد بمركز السياسات الاقتصادية الكلية، والمنسق العام لحلقات المتابعات العلمية، وذلك بحضور عدد من الأساتذة والأكاديميين، والباحثين المتخصصين في هذا الشأن.
وأوضحت عزيزة عبد الرزاق، أن الحلقة استهدفت تسليط الضوء على تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2023، والذي يُعد جزءاً من سلسلة حالة العالم التي تنشرها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة منذ عام 1947، مشيرةً إلى أنه يتناول الأمن الغذائي والتغذية في العالم مع التوسع الحضري، والتحول في النظم الزراعية والغذائية وكذلك تأثيرها على إمكانية الحصول على أنماط غذائية ميسورة التكلفة عبر التسلسل الريفي الحضري المتصل.
وفي سياقٍ متصل؛ أشارت سحر بهائي إلى أن إصدار تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم خلال عام 2023 يكتسب أهميةً كبيرةً وخاصةً في ظل التأثيرات التي أحدثتها الأزمات الجيوسياسية والتي أدت إلى إحداث اضطرابات في أسواق السلع والطاقة وارتفاع أسعار الأغذية والمدخلات الزراعية، واضطرابات سلاسل الإمداد، وما ترتب على ذلك من آثار مختلفة على الجوع وانعدام الأمن الغذائي.
ويرصد التقرير، التقدم العالمي والإقليمي والوطني نحو تحقيق مقاصد القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وجميع أشكال سوء التغذية في سياق خطة التنمية المستدامة 2030، إلى جانب تناول التفاعل بين المعروض من الأغذية والطلب عليها وتكلفة الأنماط الغذائية الصحية والقدرة على تحملها عبر التسلسل الريفي الحضري المتصل، وكذلك سياسات تحويل النظم الزراعية من أجل أنماط غذائية صحية عبر التسلسل الريفي الحضري، فضلاً عن تأثيرات التوسع الحضاري على أنماط استهلاك الأغذية وتكلفة النمط الغذائي الصحي.
وتناول التقرير، الاتجاهات الرئيسية في التقييم العالمي للأمن الغذائي والتغذية، وتكلفة الأنماط الغذائية الصحية والقدرة على تحملها، وكذلك التقدم نحو تحقيق مقاصد التغذية العالمية، لافتاً إلى أن الارتفاع في تكلفة النمط الغذائي الصحي يرجع لارتفاع عام في أسعار الأغذية كنتيجة لحالات الإغلاق والاختلالات التي أصابت سلسلة الإمداد العالمية ونُظم النقل، وكذلك نقص العمالة الذي ضرب القطاع الزراعي بصفة خاصة.
وأوصى التقرير، بزيادة الاستثمارات العامة في البحث والتطوير من أجل استحداث تكنولوجيات وابتكارات لبيئات غذائية أكثر صحة، ولزيادة توافر الأغذية الصحية وزيادة القدرة على تحمّل كلفتها، وضرورة وجود سياسات تُعزز الترابط بين المناطق الريفية شبه الحضرية والمدن بمختلف أحجامها.
جدير بالذكر، أن التقرير شارك في إعداده كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية.