وأضاف ماكجريل أن المستشار الألماني أولاف شولتس زار إسرائيل الشهر الماضي، في وقت كانت “تلوح فيه مجاعة في غزة”، بينما تستمر إسرائيل في التهديد بشن هجوم على منطقة رفح جنوبي القطاع.
وفي تلك الزيارة سأل شولتس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عما إذا كانت ملاحقة حركة (حماس) “تبرر مثل هذه التكاليف الباهظة”، ولم يكن رد المسئول الإسرائيلي، الذي قال فيه إن ذلك ممكن، مفاجئا لأحد.
أهداف أخرى
ويستدرك ماكجريل أن الألمان، شأنهم شأن الأميركيين والبريطانيين، اضطروا مع تزايد الأدلة على ارتكاب إسرائيل فظائع ضد الفلسطينيين العاديين في غزة، تمثلت في استشهاد أكثر من 33 ألفا جلهم من النساء والأطفال، إلى الاعتقاد على الأقل بأن هناك أهدافا أخرى غير ادعاء إسرائيل بأنها تريد القضاء على حركة حماس.
وكشف الكاتب أن رسالة وقعها أكثر من 600 محام بارز وقضاة سابقون في المحكمة العليا في بريطانيا، تضمنت تحذيرا من أن حكومة بلادهم تنتهك القانون الدولي باستمرارها في تزويد إسرائيل بالسلاح.
وأضاف أن هذه الرسالة زادت من الضغوط على السياسيين لحملهم على مواجهة هذا الواقع.
ووصف مقتل 7 من عمال إغاثة تابعين لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” في غزة مؤخرا على يد القوات الإسرائيلية بأنه كان أحدث ضربة مفاجئة توجّه إلى أولئك الذين يصرون على ترديد المقولة الإسرائيلية بأن جيشها يبذل قصارى جهده لحماية الأبرياء.
واستعرض المقال تعليقات بعض القادة الغربيين على تلك الحادثة. فقد أبلغ رئيس الوزراء البريطاني نظيره الإسرائيلي أن الوضع في غزة بات “لا يطاق”، فيما حذر رئيس الحكومة البولندية دونالد تاسك من أن نتنياهو يضع التضامن مع إسرائيل أمام “اختبار عسير حقا”.
ادعاءات
وبدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن مصرع العاملين في “المطبخ المركزي العالمي” لم يكن “حادثا منعزلا”، وإن إسرائيل تقتل أعدادا كبيرة من عمال الإغاثة.
ومضى ماكجريل في مقاله مؤكدا أن الحرب، التي يصفها بالعشوائية، ساهمت في انتشار المجاعة بسبب القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على توصيل المواد الغذائية إلى شمال غزة، ورفضها دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات من خلال المعابر التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها.
وخلص الكاتب إلى أن الرعب من حدوث مجاعة من شأنه أن يضفي ثِقلا على الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية بشأن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة.
وختم بالقول إن مجرد حدوث مجاعة من هذا القبيل يحتم على الحكومات الغربية الآن الدفاع عن القيم التي تدعي أنها تمثلها، وأن تقول لحليفتها إسرائيل “يكفي”.