• «مى زيادة» مشروع العمر وتلعب بطولته منة شلبى
• أعمل على مسلسل تاريخى جديد تدور أحداثه فى مصر خلال الحرب العالمية الأولى
حقق مسلسل صلة رحم، للسيناريست محمد هشام عبية والمخرج تامر نادى، نجاحا لافتا فى موسم رمضان، وأثار موضوعه المختلف، عن تأجير الأرحام والإجهاض وغيرها من القضايا المعقدة والتى تتشابك بين القانون والدين ورغبة الإنسان، النقاشات على منصات التواصل الاجتماعى حول نهايات الشخصيات واختياراتهم، كما حصد إشادات واسعة من النقاد حول الطرح والمعالجة الدرامية.
وهذا العمل ليس الأول لكاتبه الذى يتناول قضايا تثير النقاشات والاختلافات فى الآراء بين الجمهور، فكان مسلسله بطلوع الروح قد واجه عاصفة من الهجوم نتيجة لحكايته التى تتعلق باختطاف زوجل لامرأة وطفلهما والانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وغيرها من القضايا، لذلك كان لنا معه هذا الحوار لـ «أخبار مصر» حول أفكاره ككاتب واهتماماته التى تدفعه للكتابة.
> طبيب نفسى مُتحرش ــ داعش ــ تأجير أرحام، آخر 3 أعمال تقريبا كانت هذه محاورها الرئيسية، هل ككاتب تهتم بالقضايا الشائكة أم أن هناك مُحركا آخر؟
ــ الانشغال بالفكرة وأبطالها وعالمها هو ما يحركنى. وأعتقد أن أغلب هذه الأفكار تسكننى لفترة ثم تخرج فى لحظة ما. هناك عامل محفز يطلق الفكرة فى هذه اللحظة. لا أعرف طبيعته بالتحديد، وقد يكون مباشرا جدا مثل أن تطلب منى شركة إنتاج فكرة مشروع.. أو امتلائى بالفكرة وشخوصها بدرجة تدفعنى دفعا لكتابتها دون أن أعرف هل يمكن تنفيذها أم لا. هذا ما حدث فى بطلوع الروح مثلا. عالم داعش وشخوصه استحوذ على لنحو سبع سنوات قبل أن يخرج جزء منه فى مسلسل.
فى 60 دقيقة، كنت منشغلا بحدود القوة التى تكون بيد أشخاص نسلم لهم ذواتنا مثل الطبيب النفسى مثلا، وتوازى ذلك مع ظهور قضية استغلال جنسى لأحد الأطباء النفسيين خارج القاهرة، فتشابك هذا مع ذاك. فى صلة رحم، قد يبدو العنوان الظاهر هو تأجير الرحم، لكنه كان مدخلا لمناقشة جدلية علاقة الإنسان بقدره وحدود الحب والتسامح والمغفرة وفضيلة «الضعف الإنسانى». فى العموم تجذبنى الأفكار غير المتوقعة وغير الرائجة، والتى يبدو أن هناك صعوبة فى تحويلها لعمل درامى جذاب، يبدو أن هذا يستفز بداخلى طاقة خفية.
> هل كان لديك قلق من الهجوم على المسلسل بسبب فكرته؟
ــ عادة ما يهمنى هو استفزاز عقل المشاهد. إذا حدث هذا فأنا متأكد من أنه سيتفاعل مع المسلسل وأبطاله. والمفارقة أن استفزاز عقل المشاهد يأتى عادة بعد أن يتورط إنسانيا مع الأبطال، وهو ما كنت أعمد له فى صلة رحم، أو غلب الظن أن المشاهدين حتى المتحفزين منهم لأسباب عدة، عندما وجدوا أن هناك دافعا إنسانيا يحرك كل الأبطال فى مصائرهم شعروا نحوهم بشىء من التماهى وأنهم يشبهونهم. لاحقا سيصبح من الصعب إصدار أحكام قاطعة عليهم لأن هذا يعنى أننا نصدر حكما قاطعا على أنفسنا، وهنا يأتى دور التفكير فى معضلة ماذا لو كنت مكان هؤلاء؟
> متى تعتبر عملك حقق نجاحا؟ هل السوشيال ميديا مقياس كافٍ لك كعدد مرات تصدر التريند؟ وهل ترى أن النجاح فى الشارع مختلف؟
ــ التريند مؤقت وأثره يزول بعد فترة، إنما الأثر الحقيقى هو أن يترك المسلسل شيئا فى نفس المشاهد، الأثر هو التريند الحقيقى فى رأيى، وقد يكون رأى شخص واحد أثر فيه المسلسل حقا خيرا لى من صفحة يتابعها ملايين تعدد مواطن الجمال فى العمل.
دخول البيزنس والترويج لتحديد اتجاهات التريند فيما يتعلق بالأعمال الدرامية أفقد ردود الفعل على السوشيال ميديا أصالتها بلا شك، لكنى طبعا أهتم بالبحث عن رد فعل الجمهور على السوشيال ميديا لأنها تكاد تكون رئة وحيدة لقياس اتجاهات المزاج والرأى العام، لكن أفعل ذلك بتحسس وحذر، وأفتش فى الصفحات حتى أعرف إن كانت من «إياهم ومدفوعة الأجر» أم أنها حقيقية فعلا وتعبر عن صاحبها، لا أعتقد أن هناك خلافا كبيرا بين اتجاهات المشاهدة على السوشيال ميديا والشارع لأن الكل الآن لديه حساب بها ويعبر عن رأيه.. لكننا أحيانا نتصور أن ما نراه فى دائرة السوشيال ميديا الخاصة بنا يعبر عما يدور بشكل عام فى باقى الدوائر وهو أمر غير حقيقى بالطبع.
> شاركت فى مواسم رمضانية متتالية، هل المشاركة فى فترة مزدحمة بالأعمال يقلقك؟
ــ العرض فى رمضان له فوائد عدة، من بينها تحديد موعد حاسم للبدء والانتهاء من كتابة وتصوير العمل، ثم طبعا مسألة تزايد فرص المشاهدة، الموضوع شديد الإغراء لكنه يتوقف دائما على جودة المشروع وجاذبيته، ويخضع للقسمة والنصيب فى نفس الوقت، لكنى أتعامل بأنى غير ملزم بتقديم عمل رمضانى كل عام، المهم توافر مواصفات للمشروع أكون راضيا عنها بدرجة ما.
> صرحت العام الماضى أنك تفكر فى تقديم مسلسل تاريخى ثانٍ فى 2024، أين هذا المشروع وهل وتوقف أم كانت فكرة وتراجعت عنها؟
ــ المشروع لا يزال قائما، لكن أحداثه تدور فى مصر وبلد آخر خلال الحرب العالمية الأولى، وهو مشروع يحتاج تجهيزات كبيرة على كل المستويات، لكنى متمسك بالعمل بشدة لأنه يتحدث عن فترة ساخنة وفارقة فى تاريخ مصر والمنطقة، ويتعرض لوقائع تاريخية وثرى دراميا كما أنه تحية لأرواح المنسيين والمستضعفين خلال الحروب.
> هل ترى الدراما التاريخية مهمة صعبة؟
ــ أحب الكتابة الدرامية التاريخية جدا، وما يحول دون تقديمى لعدة أعمال من هذه النوعية هو تكاليفها الإنتاجية بشكل أساسى. وعادة ما أتوخى الدقة التاريخية فى الأحداث الكبرى حينما أتناول قصصا من التاريخ لكن الخيال يلعب دورا بارزا فى التفاصيل والعلاقات، ويبقى من حق أى مشاهد أن يتنقد كما يشاء، المهم أن أكون أنا فعلت أقصى ما فى جهدى.
> ككاتب ما رأيك فى حالة النقد المتزايدة للأعمال الدرامية والتدقيق فى كل تفاصيل العمل هذا زاد صعوبة المهمة على المؤلف أم ترى ذلك فى صالح الفن؟ وما هو رأيك فى جملة «اتفرجو وانتو ساكتين» التى رددها بعض الفنانين؟
ــ أعتقد أن بعض الفنانين هم من يحتاجوا لأن «يشتغلوا وهما ساكتين»، الفن منتج يعتمد على التفاعل وإبداء الرأى بالأساس. ومن حق أى مشاهد أن يقول رأيه كما يشاء، بشرط ألا ينحدر هذا الرأى إلى إهانات شخصية أو اتهامات بالتكفير. أتفهم ضيق وصدمة بعض الفنانين من سيولة النقد على السوشيال ميديا وتحولها أحيانا إلى تصفية حسابات أخلاقية دون أى اعتبارات. لكن هذه طبيعة وسائل التواصل الاجتماعى للأسف ومثلما هى ساحة للدعم والانتشار أحيانا فهى ساحة أيضا للوصم وشن الهجمات غير الأخلاقية.
> ليه مفيش مشاريع سينمائية فى إنتاجك لحد دلوقتى إلا «بشترى راجل» تقريبا؟
ــ قريبا جدا بإذن الله يظهر للنور أول مشروع سينمائى وهو فيلم بنات الباشا عن رواية نورا ناجى وإخراج محمد العدل، بشترى راجل من تأليف الزميلة إيناس لطفى، ودورى كان فقط هو المشاركة فى التفكير والاقتراحات مثل باقى مشاريع أفلام أخرى لزملاء آخرين ومن بينهم فيلم لى أنا شخصيا شاركونى هم تطويره لكنه لم يظهر للنور للأسف.
> لماذا لم يظهر هذا الفيلم للنور؟
ــ الفيلم كان ضمن ورشة لإنتاج عدة أفلام تنتجها المنتجة دينا حرب وتطوير السيناريست وائل حمدى، لكن ظروف السوق السينمائية وقتها حالت دون إنتاج باقى المشاريع.
> ماذا عن مشروع مى زيادة الذى تم الإعلان عنه هل هو مسلسل أم فيلم سينمائى؟ وهل تم الاستقرار على الأبطال النهائيين؟
– مشروع مى زيادة ينطبق عليه مواصفات العمل التاريخى الضخم، يعطله الترتيبات اللازمة من كل النواحى ليخرج بصورة ترضينا جميعا، وهو أحد مشروعات العمر بالنسبة لى، وأتمنى أن يظهر قريبا، وفى كل الأحوال سيكون مسلسلا قصيرا لن تزيد حلقاته عن 8 حلقات، لم يتم الاتفاق على منصة العرض حتى الآن، وسوف تجسد شخصية مى الفنانة منة شلبى، حتى تاريخه.