دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إلى توخي مزيد من اليقظة في مواجهة الأزمات الموجودة في جميع أنحاء العالم، في ضوء فشل المجتمع الدولي في التصدي للإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا قبل 30 عاما.
وخلال نقاش حول الإبادة الجماعية في رواندا، قالت بيربوك اليوم الخميس: “المهم هو أن يتم الرد بشكل مبكر عندما تظهر علامات على تصاعد العنف”، مطالبة بعدم تجاهل الإشارات التحذيرية عند ظهورها.
وأضافت بيربوك أن من المهم توخي اليقظة “في كل مكان في العالم ولاسيما في هذه المنطقة تحسبا لتصاعد العنف في شرق الكونغو”.
ورأت بيربوك أن الدرس المستفاد من واقعة رواندا بالنسبة لها هو “أن نتحمل المسئولية عن تصرفاتنا بنفس القدر بالضبط كما نتحمل المسئولية عن عدم تصرفنا”، مشيرة إلى أن ألمانيا تعلمت من أخطاء الماضي وتستثمر اليوم في الوقاية من الأزمات والاكتشاف المبكر لها بصورة أكبر كثيرا مما كان عليه الحال قبل ذلك.
وتابعت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر: “نقدم مساعدات إنسانية استباقية من أجل تجنب معاناة أسوأ”، وقالت إن بلادها فهمت أن “من مصلحتنا أن نعمل من أجل عالم تسري فيه قوة القانون لا قانون الأقوى”، ورأت أن هذا من شأنه أن يجعل “حياتنا” أكثر أمانا.
واستطردت بيربوك أن هناك درسا مستفادا ثانيا من أحداث رواندا هو أن الانتباه يعني أيضا عدم السماح للجناة بالإفلات من العقاب، وقالت: “عندما يصبح لدى الضحايا وذويهم يقين بأن الجناة لن يفلتوا من العقاب، فسيكون بمقدورهم العفو في مرحلة ما”.
يذكر أنه في السابع من أبريل عام 1994، بدأت ميليشيات الهوتو في تنفيذ أعمال قتل بعد حملة كراهية أدارتها الحكومة الرواندية على مدار عدة أشهر ضد أقلية التوتسي العرقية التوتسي. وخلال 100 يوم فقط، قُتِل ما لا يقل عن 800 ألف شخص من التوتسي والهوتو المعتدلين في هذا البلد الصغير الواقع في شرق أفريقيا. وتعد الإبادة الجماعية في رواندا اليوم أيضا بمثابة فشل للمجتمع الدولي الذي جاء رد فعله مترددا ومتأخرا على هذه الأحداث.