ذكرت صحيفة الأهرام، أن الجهود المصرية الحثيثة تتواصل على جميع المسارات الإنسانية والسياسية والأمنية والدولية لدعم الشعب الفلسطيني في إطار فقه الأولويات المصرية في التعامل مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الذي دخل شهره السابع وما نتج عنه من تداعيات كارثية خاصة على الصعيد الإنساني.
وأوضحت الصحيفة – في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء بعنوان “المسارات المصرية في دعم القضية الفلسطينية” أن أولوية مصر هي وقف نزيف الدم الفلسطيني، من خلال الجهود المتواصلة للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة، ورغم العقبات والتحديات العديدة التي تواجه تلك المفاوضات إلا أن الجهود والاتصالات المصرية لم تتوقف مع الأطراف المختلفة من أجل العمل على إيجاد أرضية مشتركة أو توافقية لإنجاز هذه الصفقة في ظل التعنت الإسرائيلي، وعلى المسار الإنساني تتواصل الجهود المصرية لتخفيف المعاناة المتفاقمة عن سكان قطاع غزة الذين يواجهون تحديات كبيرة نتيجة لسياسة التجويع الإسرائيلية التي تمارسها قوات الاحتلال ضدهم لكسر صمودهم وتهجيرهم قسريا.
وأشارت الصحيفة إلى زيادة عدد الشاحنات المصرية اليومية لقطاع غزة، كما قامت مصر بإسقاط المساعدات جوا، خاصة في مناطق شمال قطاع غزة التي تواجه خطر المجاعة، إضافة إلى حشد الدعم الدولي لإدخال المساعدات وتسخير ميناء ومطار العريش لاستقبال المساعدات العربية والأجنبية، كما أن مصر هي أكبر مقدم للمساعدات لغزة بنسبة 87% من إجمالي المساعدات.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بالتوازي مع المسارين الإنساني والأمني تتحرك مصر بفاعلية على المسار السياسي في رفض التهجير القسري للفلسطينيين ليس فقط لأنه جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي وإنما أيضا لأنه يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، كما تعمل مصر على تنفيذ حل الدولتين وحشد الدعم الدولي في هذا الاتجاه انطلاقا من أن السلام العادل والدائم المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967 هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وألمحت الصحيفة إلى أنه لذلك، حذرت مصر مرارا من مخاطر توسع الصراع إقليميا خاصة بعد تصاعد التوتر الإيراني الإسرائيلي مؤخرا ومخاطر ذلك على استقرار المنطقة، ولذلك تبرز المقاربة المصرية في ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم وحل القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة لمنع اندلاع حروب جديدة لن تتحملها المنطقة، كما ستظل مصر عبر مساراتها المختلفة الداعم الأساسي للشعب الفلسطيني.