خلال اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي، واجه المستشار الألماني أولاف شولتز ونظيره النمساوي كارل نيهامر، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بشأن انتقاداته الصريحة التي استمرت لعدة أشهر لإسرائيل مع ارتفاع عدد ضحايا الحرب في غزة، حسبما نقلت مجلة “بوليتيكو” عن مسئولين مطلعين على الحوار الذي دار بينهم.
وكان مفاد الرسالة التي وجهها زعيما البلدين الأوروبيين إلى كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي خلال تبادل ساخن بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، أن التصريحات التي يدلي بها بوريل لا تعكس موقفي ألمانيا والنمسا بشأن الحرب.
ومع ذلك، دعت المجموعة، في نفس القمة، إلى وقف إطلاق النار في غزة في عرض نادر للإجماع بين رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين، وفقا لموقع “الشرق” الإخباري.
ويعد هذا “التوبيخ” لكبير الدبلوماسيين في التكتل أمراً غير معتاد إلى حد كبير، نظراً لأن دور بوريل هو تمثيل الاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بمسائل السياسة الخارجية والأمنية.
ونقلت “بوليتيكو” عن أحد المسئولين قوله إن المحادثة كانت “صريحة” وجرت أمام زعماء أوروبيين آخرين. وما جعل الأمر أكثر إحراجاً هو أن شولتز وبوريل كلاهما اشتراكيان.
ورفض مسئول آخر في الاتحاد الأوروبي التعليق على “التكهنات بشأن المناقشات المغلقة داخل المجلس الأوروبي”.
وأضاف المسئول بالاتحاد الأوروبي: “لطالما أدان بوريل هجمات حماس، ودعا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن بشكل غير مشروط، وإلى هدنة إنسانية تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية وحل الدولتين، في إطار نفس الاتفاق”. وهو ما ينسجم مع استنتاجات المجلس الأوروبي التي وافق عليها الزعماء بالإجماع في مارس.
وسيجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون مرة أخرى لعقد اجتماع آخر يومي الأربعاء والخميس، لمناقشة السياسة الخارجية للتكتل، بعد أيام من أول هجوم مباشر لإيران على الإطلاق ضد إسرائيل بـ300 صاروخ وطائرة بدون طيار.
وقال دبلوماسيان آخران من الاتحاد الأوروبي لصحيفة “بوليتيكو” إن العلاقات بين برلين وبوريل ساءت بعد مؤتمر صحفي كارثي في موسكو عام 2021، عندما لم يرد مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على تشكيك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في أن زعيم المعارضة الروسي الراحل أليكسي نافالني قد تعرض للتسمم بغاز الأعصاب.