قالت الدكتورة منار الشوربجي، أستاذ العلوم السياسية والخبيرة في الشأن الأمريكي، إن الديمقراطية الأمريكية في انحسار متزايد؛ بعد حالة الاستقطاب السياسي الكبير الذي يعيشه المجتمع الأمريكي حاليا؛ بسبب صراع الحزبين على الحكم “الديمقراطي والجمهوري”، وزاد هذا الاستقطاب من التشاحن بين الأمريكيين.
جاء ذلك خلال حديث “الشوربجي” في برنامج “حوار عن قُرب” الذي يقدمه الإعلامي أحمد العصار عبر قناته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت “الشوربجي” إن “فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب زادت من حدة هذا الاستقطاب، وكان ضمن نتائجه السيئة اقتحام ترامب وأنصاره للكونجرس في أحداث 6 يناير عام 2021”.
وأكدت أن اللوبي الصهيوني حاليا في مأزق رغم دوره الهام في صنع السياسة بالشرق الأوسط، كما أن النواب التقدميين طالبوا بوقف فوري للعدوان الصهيوني على غزة، كما استخدموا تعبير “التطهير العرقي”، وصفا لما يقوم به جيش الاحتلال من جرائم وحشية”
وعن كواليس اتخاذ القرار وما يؤثر على صنعه في الولايات المتحدة، أوضحت أن ذلك يخضع لأكثر من مؤثر ومنها القوى الفاعلة والمؤسسات وأهمها الكونجرس، إذ لا يمكن تمرير قرار أيًا كان نوعه بدون موافقته.
كما يرتبط صنع القرار بالقوى المجتمعية ومنظمات البيئة بالإضافة للمؤسسات السياسية وجماعات المصالح، التي تملك الضغط والتأثير الفعال وهي كثيرة جدا، إضافة إلى الشركات الكبرى المنظمة التي لها القدرة على التواصل مع صناع القرار.
وكذلك يتأثر صنع القرار بنفوذ أصحاب رؤوس الأموال الذين ينفقون على مراكز البحوث والفكر، والتي تعد من أهم وسائل الضغط الفاعلة على صناع القرار، لأن الكيانات الكبيرة لها مراكز فكرية وبحثية تدافع عن مصالح مموليها.
وعن دور الصحافة والإعلام في صناعة القرار قالت استاذ العلوم السياسية، إن لهما تأثير كبير، لا يقتصر على التعليق علي الأحداث فقط، بل إنهما قد يصنعان الحدث من عدم، ويتم تقديمه بمصطلحات قد تزور الحقائق، لأن المؤسسات الإعلامية أصبحت مملوكة لعدد قليل من أصحاب الأموال الطائلة الذين يوجهون محتواها وفق هواهم.
وحول فرص بايدن في الفوز بولاية ثانية في ظل التشكيك في قدراته الصحية وتقدمه في العمر قالت “الشوربجي” إن آخر استطلاع للرأي أظهر أن 75 % من الأمريكيين قلقون من شيخوخة بايدن وقدرته على قيامه بمهام الرئاسة لفترة ثانية.
وبشأن تعامل أمريكا مع قضايا الشرق الأوسط حال فوز ترامب بالانتخابات المقبلة، رأت “الشوربجي” إنه لن يكون هناك أي اختلاف؛ لأنه لا يمكن توقع ما سيفعله ترامب داخليا وخارجيا وهو ما قاله سياسيون من حزبه، إذ كان يغير مواقف متفق عليها، وأوضحوا أنه رئيس غير تقليدي ولا يكترث بالفكر المؤسسي في اتخاذ القرار”.
وعن تغير انطباع الشباب الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية وخاصة اليهود الأمريكان، أوضحت أن ذلك حدث بالفعل بسبب عدم اعتماد الشباب على الإعلام التقليدي الموجه واهتمامه بالسوشيال ميديا وخاصة تطبيق تيك توك، حتى أنه كان هناك محاولة لمنعه في أمريكا لهذا السبب، مردفة: “حتى يكون هذا التحول مؤثرا يحتاج تراكمًا على المدى الطويل”.
وفي ردها على أثر الصعود الصيني في جميع المجالات تقريبا وأثره على أمريكا، قالت “الشوربجي” إن قلق الولايات المتحدة من الصين يكمن في التطور التكنولوجي المذهل، والخوف من قدرتها على إحداث أي هزة للنظام الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية؛ حتى لا تتأثر مصالحها.