عقدت قوى الحراك الوطني السوداني، اليوم الثلاثاء، لقاءً تشاورياً لتأسيس مشروع وطني، تحت شعار “السودان وطن مسئولية الجميع”.
وشارك في الجلسة الافتتاحية عددا من قيادات قوى الحراك الوطني، ومن المقرر عقد 3 جلسات، تضم الجلسة الأولى بحث الرؤية الوطنية للحوار الوطني، والثانية عن ميثاق الحكومة الوطنية للتوافق حولها، وجلسة ختامية لإصدار توصيات ومخرجات اللقاء.
من جانبه، تقدم الدكتور التيجاني السيسي رئيس كتلة الحراك الوطني بالشكر لمصر على استضافة السودانيين في هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها السودان.
وأضاف: “نؤمن أن مصر والسودان يتقاسمان هذا النيل بل يتقاسمان قضايا ومصالح كثيرة، ولكل منهما عمق استراتيجي وعلينا جميعا أن نحافظ على هذه المصالح لأنها الضمان لأمننا القومي”.
وأكد التيجاني خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية، أن السودان يمر بأزمة وحرب طاحنة خربت البلاد وشردت أهلها بين نازح ولاجئ، وقضت على الأخضر واليابس، متابعا “قبل اندلاع الحرب حذرنا كثيراً من الاستقطاب الذي لازم إدارة قوى الحرية والتغيير للفترة الانتقالية، وازدادت خطورتها لدرجة أوضحنا خلالها أن ذلك يُعرض الوطن لخطر”، موضحا “أن التحشيد الذي حدث آنذاك، سيؤدي إلى حرب لا يمكن احتواء آثارها لأن هناك تصعيدا كبيرا فيه استقطاب للقوى السياسية”.
وأضاف أن السودان يواجه اليوم تحديدات جمة، وكنا ولازلنا ندرك بأن الحل هو التوافق على الحل الشامل والتوافق على برنامج وطني يدير الفترة الانتقالية دون إقصاء، وكنا ننادي بأن شمولية الحكم ستؤدي إلى استقطاب مضاد وهذا ما حدث”.
وتابع، “رأينا واضح في مسببات الحرب، والسبب الأساسي هو الاتفاق الإطاري الذي خلق استقطاباتً كبيرا وفي النهاية أصبح السبب الأساسي للحرب في بلد متباين وفيه استقطاب وقوى سياسية كثيرة ولا يمكن لفئة واحدة أن تحكمه”.
وأشار إلى أن الذي يحدث في السودان لا يمكن أن نتجاوزه إلا بحوار سوداني لا يعزل أحدا، إذا كنا نؤمن بأن هذا وطن يسع الجميع وعلينا جميعا أن نسهم في حل مشاكل السودان.
وأوضح أن المحور الأمني والإنساني الذي ينعقد في مفاوضات جدة عليه أن يستمر ولكن بإرادة قوية لتوقيع وقف إطلاق نار وفتح الممرات الإنسانية، خاصة أن هناك الكثيرين في حاجة للإغاثة الإنسانية.
وأردف، “ولكن حتى إذا تم توقيع وقف إطلاق النار في منبر جدة، وكذلك تم التوافق حول مشروع سياسي، سيبقى هناك محورين هامين وهما الاستقطاب الإثني والقبلي، لاسيما أن الحرب أبرزت خطابا جديدا، وهذا سوف يعيد دارفور إلى مرحلة الصراع الإثني بين القبائل العربية والإفريقية.”
وأكد أنه إذا لم يتم حل قضايا المحور المجتمعي سيعود السودان للحرب مره أخرى، ونحن ندرك أن آليات القوى المجتمعية تمثل أهمية كبرى مثل آليات القوى السياسية، أما المحور الثاني هو التدخل الخارجي الذي بدأ منذ سنوات بأجندات متقاطعة ومتنافسة.
وشدد التيجاني السيسي على “أنه إذا لم نضع حدا لهذا التدخل الأجنبي ستكون وحده السودان في خطر، لاسيما أن المشهد الحالي طرحت به العديد من المبادرات وكثرتها هي السبب الأساسي في عدم الوصول لحل وكذلك التشويش على القوى السياسية”.
وتابع، “نقترح أن يكون هناك ضرورة لتكون هناك مظلة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، تضم الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وكذلك الدول التي تقف على مسافة واحدة من هذا الصراع، ونحن نؤمن بالعلاقات الدولية التي تستند على المصالح المشتركة وليست الإملاءات”.