ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذ أخيرا خطوة قاومها لمدة طويلة، وهي تعليق شحنة أسلحة لإسرائيل إذا شنت الأخيرة عملية برية كبيرة في رفح.
وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها الالكتروني، اليوم الخميس، إنه كان قرارا لم يرغب بايدن في اتخاذه وكان قد حذر إسرائيل قبل شهرين تقريبا من شن هجوم واسع النطاق على رفح وأخيرا اتخذ بايدن الخطوة التي طالما قاومها.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين قولهم إن بايدن أوقف الأسبوع الماضي شحنة كانت معلقة من القنابل وزن ألفي رطل و500 رطل إلى إسرائيل، وهو إظهار غير مسبوق تقريبا للاستياء من حليف في الشرق الأوسط يأمل بايدن أن يدفع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعادة النظر في نهجها لإنهاء الصراع.
وفي تعزيز لهذا التحول في السياسة، قال بايدن أمس الأربعاء إنه مستعد لحجب أسلحة إضافية، بما في ذلك قذائف المدفعية، عن إسرائيل إذا شنت القوات الإسرائيلية عملية برية كبيرة في رفح.
وكانت أولوية بايدن هي ضمان وقف مؤقت لإطلاق النار ونزع فتيل الجدل السياسي المشحون في الداخل حول ما إذا كانت إدارته قد مارست ما يكفي من الضغط على نتنياهو للحد من الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم وضع الأساس لقرار حجب شحنات الأسلحة الأسبوع الماضي عندما بدأت الإدارة الأمريكية مراجعة هادئة لشحنات الأسلحة إلى إسرائيل بعد أشهر من مقاومة الدعوات لوضع شروط على عمليات نقل الأسلحة لإجبار حكومة نتنياهو على إعادة التفكير في سلوكها في الحرب.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، كان مسؤولو إدارة بايدن لا يزالون يأملون في إمكانية تحقيق وقف للقتال، مضاعفين جهودهم لتأمين وقف مؤقت لمدة ستة أسابيع يمكن تمديده لاحقا من خلال دبلوماسية إضافية عبر إعادة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى المنطقة.
لكن إسرائيل استقرت على استراتيجية الحوار والقتال، وحتى عندما أرسلت وفدا إلى مفاوضات وقف إطلاق النار، فقد أسقطت منشورات يوم الاثنين الماضي تحث 100 ألف من سكان شرق رفح على الفرار.
وقالت «وول ستريت جورنال»، إنه فيما يتعلق بحجب الأسلحة، اختار بايدن وقف شحنة واحدة فقط كان من المقرر نقلها جوا إلى إسرائيل في الأسابيع المقبلة.
وقال مسؤول أمريكي إن هذه الخطوة اتخذت لأن القنابل التي تزن ألفي رطل، على وجه الخصوص، يمكن أن تكون مدمرة بشكل خاص “في المناطق الحضرية الكثيفة” مثل رفح، وأشار إلى أنه تتم أيضا مراجعة مبيعات محتملة أخرى.
وأوضح أنه كان المقصود من القرار في البداية أن يكون بمثابة إشارة سرية إلى إسرائيل بضرورة التركيز على محاولة ترسيخ وقف إطلاق النار المؤقت مع حماس، بدلا من التحرك نحو هجوم على رفح دون خطة لحماية المدنيين وضمان عدم قطع المساعدات عنهم.. قائلا:”لم نحاول أن نكشف هذا الأمر للعلن، بل كنا نحاول التعامل مع الأمر بطريقة دبلوماسية”.
لكن قرار بايدن سرعان ما بدأ يتسرب من المسؤولين الإسرائيليين، وأكد المسؤولون الأمريكيون التفاصيل في وقت لاحق، مما أدى إلى تحويل التحرك الخاص إلى مواجهة عالية المخاطر مع حليف وثيق.
ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين السابقين إن قرار بايدن «غير مبرر» لأن إسرائيل امتنعت حتى الآن عن القيام بعملية برية واسعة النطاق في رفح والتي حذرت الولايات المتحدة منها.
وقال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، إن الولايات المتحدة قالت إنها تريد منا أن نحد من العملية، وأن نوقف التوغل الشامل إسرائيل تعرضت ولا تزال تتعرض للعقاب، واصفا قرار بايدن بأنه «ضربة استباقية» ضد أي تحرك إسرائيلي لتوسيع عملياتها في رفح.
وأشار منتقدو دعم بايدن لإسرائيل إلى أن هذه الخطوة متواضعة للغاية بحيث لن يكون لها تأثير دائم ما لم يتم حجب المزيد من الأسلحة أيضا.
وقال جوش بول، المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية الذي استقال في أكتوبر الماضي احتجاجا على تعامل إدارة بايدن مع حرب غزة، إنه بدلا من إيقاف شحنة لمرة واحدة كوسيلة لممارسة النفوذ اللحظي الذي طال انتظاره، يجب أن يكون هذا بداية تغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه تقديم المساعدة الأمنية لإسرائيل.