واصلت إسرائيل القصف الجوي والبري لمختلف مناطق قطاع غزة اليوم الجمعة، في اليوم 217 من الحرب، مخلفة عشرات الشهداء والمصابين مع تكثيف القصف على منطقة رفح في جنوب القطاع.
وأفاد شهود لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن الدبابات الإسرائيلية كثفت من قصفها لمناطق مختلفة بمدينة رفح.
وأكد مصدر أمني استمرار “الاشتباكات العنيفة” بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في عدة مناطق شرق رفح، مشيرا إلى تقدم محدود للآليات الإسرائيلية صوب شارع صلاح الدين حيث تتمركز الآليات على بعد نصف كيلومتر.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن المدفعية الإسرائيلية جددت قصفها على منطقة حي السلام وحي التنور في رفح، مع تزايد أعداد النازحين من المدينة بعد انهيار المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس من خلال الوسطاء بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار.
وأعلنت كتائب القسام أنها قصفت موقع كرم أبو سالم العسكري شرقي رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
كانت الكتائب قد ذكرت في وقت سابق أنها نفذت “عملا عسكريا مركبا ومتزامنا بالقرب من مسجد الدعوة شرق رفح حيث تم استهداف مبنى تحصن فيه عدد من الجنود بقذيفة TBG واستهداف ناقلة جند كانت أسفل المبنى بقذيفة الياسين 105”.
وفي شرق رفح أيضا، قالت الكتائب في بيان آخر إنها أوقعت قوة إسرائيلية أخرى بين قتيل وجريح في “كمين محكم” بعد تفجير حقل ألغام معد مسبقا داخل موقع ثكنة سعد صايل شرق رفح.
وكان مكتب تنسيق الحكومة الإسرائيلية في المناطق قد أعلن أمس الخميس فتح معبر كرم أبو سالم أمام الشاحنات المتجهة إلى قطاع غزة، وذلك بعد إغلاقه في أعقاب هجوم لحركة حماس على موقع قريب للجيش الإسرائيلي أسفر عن مقتل أربعة جنود.
لكن هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة ذكرت في وقت لاحق أن معابر القطاع ما زالت مغلقة وأنه لم تدخل أي مساعدات للقطاع منذ بدء العملية الإسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
* قصف على الشمال والوسط
وفي شمال غزة، أفاد شهود عيان بأن غارة إسرائيلية على منزل عائلة أبو شريعة أسفرت عن استشهاد 13 مواطنا وإصابة العشرات، كما استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية بمنطقة مسجد علي في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة .
كما أفادت مصادر طبية بأن غارة جوية استهدفت منزلا في محيط مستشفى العيون في شارع النصر شمالي المدينة.
وقالت كتائب القسام إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية متوغلة جنوب حي الزيتون، مضيفة أنها تمكنت من تدمير دبابة (ميركافا 4) بقذيفة (الياسين 105).
وفي وسط القطاع، أغارت طائرات إسرائيلية على شمال مخيم النصيرات وقرية المغراقة والزهراء، حسبما أكد شهود عيان لوكالة أنباء العالم العربي.
وفي مخيم البريج أفادت مصادر طبية باستشهاد ثلاثة مواطنين في قصف استهدف مدخل المخيم.
ومن ناحية أخرى، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن “نفاد الوقود عن مستشفى شهداء الأقصى خلال 48 ساعة يُهدد بوقوع أزمة إنسانية ويُنذر بتوقيف الخدمة الصحية ونطالب بتوريد الوقود للمستشفى فورا”.
وقال المكتب في بيان “أعلنت إدارة مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى أنها على وشك نفاد الوقود خلال الـ48 ساعة القادمة وبالتالي توقف الخدمة الصحية والطبية، حيث توقف توريد الوقود للمستشفى وهو المستشفى الأخير الذي يقدم الخدمة الصحية في قطاع غزة بعد تدمير الاحتلال للقطاع الصحي والمنظومة الطبية وإخراج 33 مستشفى عن الخدمة بشكل كامل”.
وطالب البيان كل المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية “بتوريد الوقود لمستشفى شهداء الأقصى على جناح السرعة قبل فوات الأوان، وندعو إلى التدخل الفوري والعاجل لإمداد جميع المستشفيات بالوقود وإعادة تأهيلها وترميمها قبل وقوع كارثة إنسانية تقضي على الآلاف من الناس”.
كانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أفادت أمس بارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 34904، فضلا عن إصابة 78514 آخرين.