تحل ذكرى ميلاد المخرج الكبير صلاح أبو سيف اليوم 10 مايو، والذي ولد في عام 1915 بحي بولاق في القاهرة.
في بداية عام 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما عمل صلاح أبو سيف كمساعد أول للمخرج كمال سليم فى فيلم «العزيمة» والذى يعتبر الفيلم الواقعى الأول فى السينما المصرية. وفي أواخر عام 1939 عاد أبو سيف من فرنسا بسبب الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1946 قام صلاح أبو سيف بتجربته الأولى فى الإخراج السينمائى الروائى وكان هذا الفيلم هو دائما فى قلبى المقتبس عن الفيلم الأجنبى جسر واترلو.
ويقول أبو سيف:” وعندما كنت أخطئ في البيت كانوا يهددوني بالعسكري الإنجليزي -لا بالغول ولا العفريت أو أبو رجل مسلوخة- وترسب ذلك في أعماقي، وجعلني أكره الاستعمار والسلطة الباطشة، وكانت أولى أمنياتي أن أعمل بالسياسة أو أدخل البرلمان أو أصبح زعيمًا من زعماء الأحزاب لكي أحقق الاستقلال لبلادي والرخاء وشعبها”، حسبما نقل عنه الكاتب الصحفي عادل حمودة.
رافقت القضايا الوطنية ذهن وفكر صلاح أبو سيف في تجاربه السينمائية، وكان منها تناوله الرمزي للقضية الفلسطينية في فيلم ” مغامرات عنتر وعبلة” والذي تزامن إنتاجه مع عام النكبة.
وفي ذلك يقول الناقد. خميس خياطي في كتابه” صلاح أبو سيف: المخرج المصري”: “مع مشاهدة فيلم “مغامرات عنتر وعبلة” الذي عرض في عام 1948، يتبين لنا أن اختيار زمن أحداثه كان – مع بعض التحفظات – حجة لمعالجة إحدى القضايا الشائكة للغاية التي كان العالم العربي يواجهها في نفس ذلك العام 1948، ألا وهي القضية الفلسطينية”.
ويضيف: “لقد كانت هزيمة الجيوش العربية في هذه في هذه الحرب دافعًا لكي يتخذ صلاح أبو سيف من تلك الملحمة، بالتعاون مع نجيب محفوظ، منبرًا يوجه عن طريقها خطابه الوطني. وكانت الإشارة إلى هذه الحرب بالتلميح واضحة تمامًا؛ لا لأن منتج الفيلم جبرائيل تلحمي فلسطيني، ولكن لأن التعاون بين أبو سيف ونجيب محفوظ وبيرم التونسي ما كان يمكن إلا أن يقدم لنا عملًا يفيض بالشاعرية والسحر، يضع في اعتباره دور مصر وموقعها وسط العالم العربي”.
وواصل: “ومن الواضح بالرغم من الأفلام السابقة على «مغامرات عنتر وعبلة» أن صلاح أبو سيف لم يحد عن روح ملحمة عنتر مع أن الفيلم لم يكن معالجة صريحة للقضية الفلسطينية”.