ربما تشكل المرحلة الـ37 (قبل الأخيرة) منعطفا جديدا في سباق المنافسة على لقب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم بين فريقي أرسنال ومانشستر سيتي.
ويخوض أرسنال مواجهة من العيار الثقيل مع مضيفه مانشستر يونايتد بعد غد الأحد، في حين يحل مانشستر سيتي ضيفا على فولهام غدا السبت.
ويتصدر أرسنال، الساعي لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 20 عاما، ترتيب المسابقة برصيد 83 نقطة، بفارق نقطة أمام أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي، حامل اللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، الذي مازال يمتلك مباراة مؤجلة مع مضيفه توتنهام هوتسبير تقام يوم الثلاثاء القادم.
ويترقب الجميع مواجهة ملعب (أولد ترافورد)، التي يسعى خلالها مانشستر يونايتد، صاحب المركز الثامن برصيد 54 نقطة مع امتلاكه مباراة مؤجلة مع ضيفه نيوكاسل يونايتد، للعودة إلى نغمة الانتصارات في البطولة، التي غابت عنه في المرحلتين الماضيتين.
وتتجه مسارات الفريقين في اتجاهات مختلفة تماما، فبينما يسعى أرسنال للتتويج باللقب للمرة الـ14 في تاريخه، فإن مانشستر يونايتد يحاول تجنب أدنى مركز له في عصر الدوري الإنجليزي الممتاز (بريميرليج)، الذي بدأ لأول مرة موسم 1992 / 1993.
ولا يزال بإمكان إريك تن هاج، مدرب مانشستر يونايتد إنقاذ موسمه بالفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي هذا الشهر، حينما يلعب المباراة النهائية ضد الجار اللدود مانشستر سيتي، ولكن حتى في حال التتويج باللقب، فإنه لن يخفي الأداء البائس لفريقه في الدوري، وفي وقت يعمل خلاله المالك المشارك الجديد جيم راتكليف على وضع حد لكبوات النادي العريق في السنوات الأخيرة.
وكان الإسباني ميكيل أرتيتا، المدير الفني الحالي لأرسنال، يواجه نفس المصير، منذ أن تولى قيادة الفريق اللندني عام 2019، حيث كان هدفا لمرمى الانتقادات بسبب المستوى المتواضع لـ(المدفعجية) في بداية مشواره، لتتزايد الأصوات المطالبة برحيله عن النادي.
ورغم سوء النتائج، تمسكت إدارة أرسنال ببقاء أرتيتا، الذي تخلص من اللاعبين ذوي الأجور المرتفعة مثل بيير إيمريك أوباميانج ومسعود أوزيل، وتم إنفاق الأموال على اللاعبين الشباب الذين تطوروا معه واقتنعوا بأساليبه مثل مارتن أوديجارد وبن وايت وديكلان رايس، الذين أصبحوا نجوم الفريق حاليا.
وتصدر أرسنال ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لمدة 248 يوما الموسم الماضي لكن انهيار الفريق المفاجئ في الأمتار الأخيرة من الموسم كان سببا لتجدد الانتقادات، ومع ذلك، فإن الطريقة التي حول بها المدرب الإسباني النادي الذي لم يتأهل لدوري أبطال أوروبا منذ عام 2016 حتى العام الماضي هي درس في فوائد الصبر والثقة في المدير الفني.
ويأمل تن هاج أن يسير على نفس نهج أرتيتا، حيث دعا إدارة مانشستر يونايتد للثقة في مشروعه رغم تردي النتائج، حيث تعرض الفريق لـ13 خسارة هذا الموسم حتى الآن، وهو أكبر عدد من الهزائم يتلقاها النادي في موسم واحد بالمسابقة خلال عصر الدوري الممتاز.
وحقق مانشستر يونايتد فوزا وحيدا على شيفيلد يونايتد، متذيل الترتيب الذي تأكد هبوطه للدرجة الأولى (تشامبيون شيب)، في مبارياته السبع الأخيرة في البطولة، مقابل 4 تعادلات وخسارتين خلال تلك السلسلة، التي كان آخرها الهزيمة المدوية صفر / 4 أمام مضيفه كريستال بالاس يوم الخميس الماضي.
ويطمح يونايتد، الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالدوري الإنجليزي برصيد 20 لقبا، للفوز في مبارياته الثلاث الأخيرة في المسابقة هذا الموسم، لتفادي الغياب عن المسابقات القارية في الموسم المقبل.
من جانبه، يرغب أرسنال في مواصلة سلسلة انتصاراته وتحقيق فوزه الخامس على التوالي، لتعزيز آماله في المنافسة على اللقب، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره.
ويبحث أرسنال عن تحقيق فوزه الأول على مانشستر يونايتد في معقله منذ الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، علما بأنه تغلب 3 / 1 على الفريق الملقب بـ(الشياطين الحمر) في مباراتهما الأولى التي جرت بالبطولة هذا الموسم على ملعب (الإمارات) في العاصمة البريطانية لندن.
وتحمل هذه المواجهة الرقم 210 في تاريخ لقاءات الفريقين بالبطولة العريقة، حيث يمتلك مانشستر يونايتد الأفضلية في المواجهات السابقة التي أقيمت بينهما بالمسابقة التي شهدت فوزه في 85 مباراة، مقابل 75 انتصارا لأرسنال، فيما فرض التعادل نفسه على 49 لقاء، وسجل لاعبو يونايتد 315 هدفا خلالها، مقابل 294 هدفا لأرسنال.
وبصفة عامة، التقى الناديان في 240 لقاء بجميع المسابقات، حقق خلالها يونايتد 99 فوزا، مقابل 88 انتصارا لأرسنال، وخيم التعادل على 53 مباراة، وأحرز لاعبو مانشستر 364 هدفا، مقابل 343 هدفا للاعبي أرسنال.
وربما يقفز مانشستر سيتي على صدارة البطولة ولو لعدة ساعات، حينما يواجه مضيفه فولهام، صاحب المركز الثالث عشر برصيد 44 نقطة، في افتتاح لقاءات المرحلة.
ويرغب مانشستر سيتي في مواصلة انتفاضته بالبطولة، وتحقيق فوزه السابع على التوالي، لمضاعفة حظوظه في الاحتفاظ باللقب للموسم الرابع على التوالي.
ويبدو أداء سيتي في تصاعد مستمر، فمنذ تعادله مع ليفربول وأرسنال في آذار/مارس الماضي، لم يعرف سوى لغة الانتصارات في مبارياته الست الأخيرة بالمسابقة، والتي سجل خلالها لاعبوه 24 هدفا، فيما تلقت شباكه 5 أهداف فقط.
وبعد تسجيله 4 أهداف (سوبر هاتريك)، خلال فوز مانشستر سيتي 5 / 1 على ضيفه وولفرهامبتون في المرحلة الماضية، يحلق النجم النرويجي الدولي إرلينج هالاند على صدارة ترتيب هدافي البطولة هذا الموسم برصيد 25 هدفا، ليقترب من الاحتفاظ بجائزة (الحذاء الذهبي)، التي يتم منحها في نهاية الموسم لهداف البطولة، للموسم الثاني على التوالي، في ظل ابتعاده بفارق 3 أهداف أمام أقرب ملاحقيه كول بالمير، نجم تشيلسي.
ويتطلع مانشستر سيتي لمواصلة تفوقه الكاسح على فولهام وتحقيق فوزه الـ16 على التوالي على الفريق اللندني بجميع البطولات، حيث يعود آخر لقاء عجز خلاله النادي السماوي عن تحقيق الفوز إلى أيلول/سبتمبر 2011، حينما تعادل 2 / 2 مع منافسه ببطولة الدوري على ملعب (كرافين كوتاج)، الذي يستضيف اللقاء المقبل بينهما.
ورغم ذلك، يخشى فريق المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا من مفاجآت فولهام، الذي تغلب على أرسنال وتوتنهام على ملعبه خلال الموسم الحالي، الذي شهد أيضا فوز على مانشستر يونايتد بمعقله.
من جانبه، يطمح فولهام لإعادة البسمة إلى وجوه جماهيره، التي شعرت بالإحباط إثر إخفاق الفريق في تحقيق الفوز خلال مبارياته الثلاث الأخيرة.
واكتفى فولهام بتحقيق فوز وحيد فقط في لقاءاته السبعة الأخيرة بالمسابقة، لكنه يبدو في مأمن، في ظل ابتعاده بفارق 18 نقطة أمام مراكز الهبوط.
ويخرج ليفربول، صاحب المركز الثالث برصيد 78 نقطة، لملاقاة مضيفه أستون فيلا، الذي يحتل المركز الرابع بـ67 نقطة، على ملعب (فيلا بارك).
وبينما يخوض ليفربول المباراة بأعصاب هادئة بعدما فقد حظوظه في المنافسة على اللقب خلال الموسم الحالي، فإن أستون فيلا، يطمع في حصد النقاط الثلاث، لحسم بقائه ضمن أندية المربع الذهبي، والتأهل رسميا لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، دون انتظار نتائج اللقاءات الأخرى.
ويبتعد أستون فيلا بفارق 7 نقاط أمام توتنهام، صاحب المركز الخامس في ترتيب البطولة، الذي مازال يمتلك لقاء مؤجلا.
واستعاد ليفربول بعضا من اتزانه، عقب فوزه المثير 4 / 2 على ضيفه توتنهام هوتسبير في المرحلة الماضية، حيث شهد اللقاء تسجيل النجم الدولي المصري محمد صلاح هدفا، فيما ساهم في هدفين آخرين.
وعقب تألقه أمام توتنهام، أخمد صلاح نار الانتقادات التي طالته بعد مشادته الكلامية مع الألماني يورجن كلوب، مدرب ليفربول، في اللقاء السابق للفريق بالبطولة أمام مضيفه ويستهام يونايتد.
ويهدف صلاح لهز شباك أستون فيلا للمباراة الثانية على التوالي، بعدما سبق له التسجيل في مرمى منافسه خلال فوز ليفربول 3 / صفر في لقاء الفريقين الأول بالمسابقة هذا الموسم.
وخلال 10 مباريات سابقة لعبها ضد أستون فيلا بكل المنافسات، أحرز صلاح 7 أهداف في شباك الفريق الملقب بـ(الفيلاينز)، فيما قدم 3 تمريرات حاسمة لزملائه.
ويتقاسم (الفرعون المصري) المركز الخامس في ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي هذا الموسم مع دومينيك سولانكي، مهاجم بورنموث، برصيد 18 هدفا لكل منهما.
وبعد هبوط شيفيلد رسميا، فإن هناك فريقين ينتظران مرافقته في دوري الدرجة الأولى، من بين أندية نوتينجهام فورست، صاحب المركز السابع عشر (الرابع من القاع) بـ29 نقطة، ولوتون تاون، وبيرنلي، اللذين يحتلان المركزين الـ18 والـ19 برصيد 26 و24 نقطة على الترتيب.
ويلتقي بيرنلي مع مضيفه توتنهام غدا، بينما يلعب لوتون تاون خارج ملعبه مع ويستهام، صاحب المركز التاسع برصيد 49 نقطة في ذات اليوم.
ويخوض نوتينجهام فورست لقاء صعبا للغاية غدا أيضا مع ضيفه تشيلسي، صاحب المركز السابع برصيد 54 نقطة، الذي يحاول تحقيق فوزه الثالث على التوالي بالبطولة من أجل اللعب في البطولات القارية الموسم القادم.
كما تشهد المرحلة عدة مواجهات أخرى، حيث يلتقي إيفرتون مع ضيفه شيفيلد، ونيوكاسل مع برايتون، وولفرهامبتون مع كريستال بالاس، وبورنموث مع برينتفورد غدا.