حسم الناقد عصام زكريا الجدل الذي أثير مؤخرا حول مدى إمكانية جمعه بين منصبه كرئيسا لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، ومنصبه الجديد كمديرا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، خاصة أنه سبق وجمع بين منصبه كرئيسا لـ”الإسماعيلية السينمائي” ومنصبه كمديرا فنيا لمهرجان الإسكندرية لأفلام حوض البحر المتوسط.
وقال زكريا في تصريحات خاصة لـ”أخبار مصر”: بلا شك لن أستطيع الجمع بين المنصبين، فالوضع مختلف حاليا عما كان عليه حينما جمعت بين مهرجني “الإسكندرية والإسماعيلية”، فالفارق الزمني كان طويلا بين هذين المهرجانين، وكانت هناك فترة طويلة وكافية بعد انتهاء دورة الإسكندرية السينمائي لتحضير الدورة الجديدة لمهرجان الإسماعيلية السينمائي، فلم يكن هناك أي تعارض أو مشكلة للجمع بينهما”.
وتابع، “لكن مع القاهرة السينمائي الوضع مختلف تماما، فالدورة الـ45 للمهرجان سوف تنتهي فعالياتها في شهر نوفمبر المقبل، أي قبل شهرين أو أكثر قليلا لانطلاق الدورة الجديدة لمهرجان الإسماعيلية السينمائي، وهو وقت قصير للغاية، لن أتمكن فيه من التحضير الجيد للمهرجان.
وأضاف، وبالتالي طبيعي أن أترك منصبي لقيادة جديدة وفريق جديد، ومستعد للتعاون معهم في أي وقت، فدائما وأبدا مؤمن بأن المهرجانات الفنية في مصر تكمل بعضها البعض، وليست هناك أي منافسة فيما بينها، والهدف واحد، هو نشر الثقافة السينمائية في كل محافظات مصر، وأن نكون واجهة أمام فنية مشرفة لاسم بلدنا أمام العالم.
وأردف، “للعلم ففي الفترة السابقة كنت مرشحا كمديرا فنيا لأكثر من مهرجان، وتعاونت بالفعل مع مهرجانات كثيرة في نفس الوقت، فقمت بعمل كتاب في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وقمت بإدارة الكثير من الندوات لمهرجان القاهرة السينمائي، وهي كلها أمور طبيعية وعادية ومتعارف عليها”، قائلا: لا أبالي بـ”ملوك اللغو” وقبولي منصب مدير “القاهرة السينمائي لإنقاذ الموقف”.
وتعليقا على المزاعم التي رددها البعض بشأن موافقته لقبول منصب مدير “القاهرة السينمائي” بعد سلسلة اعتذارات كثيرة قال: طوال الفترة الماضية وأنا أعاني مع ملوك اللغو، وتوضيحا لما حدث، فقد يعلم الجميع أن الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي تأجلت بسبب ظروف الحرب على غزة، وكانت الدورة شبه مكتملة من مكرمين وضيوف وأفلام وكل شيء، فطبيعي حينما تتأجل الدورة لأي ظرف كان، يكمل رئيس المهرجان المهمة مع فريق العمل الذي حضر للدورة المؤجلة، وهو ما حدث معي حينما تأجلت دورة مهرجان الإسماعيلية وقت انتشار جائحة كورونا، وكنا انتهينا من تحضير كل شيء بالدورة، فقمت بالتعاون مع نفس الفريق بالدورة الجديدة، وحينما عرض عليّ أحدهم منصب مدير المهرجان، قلت له “إن المهرجان لديه ناسه”.
وأشار: لكن يبدو أن الوضع كان صعبا بعد أن سافر أحد عناصر الفريق، وآخر ترك المهرجان بعد أن تلقى فرصة عمل أحسن، وثالث واجه صعوبة في الاستمرار، وهكذا تفرق الفريق، وأصبح المهرجان في موقف صعب، وكان لابد من الاستعانة بشخص لديه خبرة من خارج هذا الفريق لإنقاذ الموقف، وفوجئت بمن يقول لي إنه تم عرض المنصب على فلان وفلان وحينما اعتذروا تم عرض المنصب عليّ، وهو أمر غير صحيح، فكما ذكرت أنني قلت من البداية أن على المهرجان أن يعتمد على رجاله، ولكن مع وجود ظرف مثل الذي ذكرته كان لابد من الموافقة، وبالمناسبة لا يسيئني أن أقبل منصب، اعتذر غيري عنه، فهي أمور واردة، ولكن ما يشغلني هو محاولة البعض أن يزج بي كراغبا في هذه المناصب، فأنا لست بحاجة لمناصب ومهرجانات كي أصنع اسما وتاريخا، فلي اسمي كناقد وباحث ومترجم، بل كثيرا ما أخشى أن يؤثر المهرجان على اسمي وعملي، فأنا مكتفي ماديا واسما وتاريخا من عملي الخاص، وأشعر أنني أضيع حياتي في شغل يومي كان من الممكن أن أستغل هذا الوقت الذي أقضيه فيه لعمل إنتاج كبير لي، وهذا لا يعني أنني لا أقدر قيمة المنصب الذي أتوليه، فالعمل بالمهرجانات تجربة جيدة وخبرة مختلفة، لكن لا أسعى إليها.
وعلق على تواصله مع أمير رمسيس المدير السابق للمهرجان الذي سبق وتقدم باستقالته وقال: أمير رمسيس صديقي، وكثيرا كنا نتقابل، لكن لم يحدث أن تواصلنا الفترة الماضية لانشغاله وسفره، لكن لم أتواصل معه عقب عرض منص مدير “القاهرة السينمائي” عليّ، لأنه مر وقتا طويلا على استقالته التي كانت لها أسباب يعلمها الجميع ولا داعي للخوض فيها حاليا.