آية زهير: مصر لن تخفض الفائدة قبل الفدرالى الأمريكى
مصطفى شفيع: احتمالية الرفع مرة أخرى تضاءلت مع استمرار تراجع التضخم
اتفق عدد من الخبراء والمحللين، استطلعت «أخبار مصر» آراءهم، على أن البنك المركزي المصري سيتجه إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية الأسبوع المقبل، والاجتماعات المتبقية من العام الحالى مع استمرار تراجع معدلات التضخم، موضحين أنه إذا استمر مسار تراجع التضخم خلال الشهور القادمة، سيبدأ المركزى في خفض الفائدة خلال اجتماعات الربع الأخير من العام الحالى.
ومن المقرر، أن تجتمع لجنة السياسات النقدية فى البنك المركزى، الخميس 23 مايو لمناقشة أسعار الفائدة، وذلك بعد أن رفعتها بنسبة 8% خلال الربع الأول من العام الحالي.
وكانت لجنة السياسة النقدية رفعت أسعار الفائدة بواقع 800 نقطة أساس بداية من اجتماع فبراير الماضي، حين رفع المركزي أسعار الفائدة 200 نقطة أساس ثم تبعها بزيادة 600 نقطة أساس، في اجتماع مارس الاستثنائي، ليصل سعرا عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي إلى 27.25%، 28.25% و27.75%، على الترتيب.
من جانبها، رجحت آية زهير، رئيسة قسم البحوث ببنك الاستثمار زيلا كابيتال، تثبيت البنك المركزى أسعار الفائدة خلال اجتماع الخميس 23 مايو الحالي، ولن يتم خفض أسعار الفائدة إلا بنهاية العام الحالى، أو مطلع عام 2025، بسبب توجه الفدرالى الأمريكى إلى استمرار سياسة التشديد النقدي، وبالتالي لن يتخذ المركزى المصرى أى خطوة استباقية بخفض الفائدة قبل الفدرالى، وحتى يتم الاستقرار على مستوى المسار الهبوطى لمعدلات التضخم محليا.
كذلك توقعت سهر الدماطي الخبيرة المصرفية ونائب رئيس بنك مصر سابقا، أن يتجه المركزى إلى تثبيت الفائدة فى اجتماعه المقبل بعد الخطوات القوية التى اتخذها لخفض معدلات التضخم، متوقعة أن يستمر تثبيت الفائدة خلال الفترة القادمة للتحوط من التضخم.
وأضافت «إذا استمر تراجع معدلات التضخم على مدى الشهور القادمة سيبدأ المركزى في خفض الفائدة خلال اجتماعات الربع الأخير من العام الحالى، أو مطلع العام القادم، مع الأخذ فى الاعتبار عدم تصاعد التوترات الجوسياسة فى المنطقة بشكل أكبر من ذلك، والتي تؤثر على الاقتصاد المصرى بشكل كبير مع تراجع حركة الملاحة فى قناة السويس وإيرادات السياحة»، موضحة أنه يجب أن تنخفض وتيرة التضخم بقوة حتى يتخذ المركزى قرار التخفيض مرة أخرى.
واتفق معهما مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة العربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، متوقعا أن يتجه البنك المركزى إلى ثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماع القادم، مع استمرار تراجع معدلات التضخم على أساس سنوى خلال مارس وإبريل الماضيين، كما رجح استمرار تثبيت الفائدة خلال الأشهر القادمة، على أن يبدأ المركزى خفض الفائدة فى الربع الأخير من العام الحالي.
وأضاف أن احتمالية رفع الفائدة مرة أخرى تضاءلت مع استمرار تراجع التضخم، قائلا «رغم أن التضخم على أساس شهرى مازال مرتفعا، ولكنها زيادات طفيفة لا تجبر المركزى على رفع الفائدة بشكل أكبر».
وتراجعت معدلات التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية إلى 31.8% خلال شهر إبريل الماضي، مقابل 33.1% خلال مارس السابق، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والتى أشارت إلى تباطؤ ارتفاع التضخم الشهري ليرتفع بنسبة 0.9% خلال إبريل، مقابل ارتفاع بنسبة 1% خلال مارس.
ورجحت سارة سعادة، كبير محللي الاقتصاد الكلي بشركة “سي آي كابيتال”، تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع المركزي القادم، مع توقع استمرار تراجع التضخم ليصل إلى 30% خلال الشهر الحالي، ويتراوح بين 25 و27% بنهاية العام، وذلك إذا لم تصدر أى قرارات تؤدى إلى تغير أسعار الخدمات والسلع الأساسية.
كما توقعت منى بدير، الخبير الاقتصادى، تثبيت أسعار الفائدة فى اجتماع المركزي القادم، والاجتماعات المتبقية من العام الحالي، مع عدم وجود دافع لرفع الفائدة مرة أخرى، لاسيما أن التوقعات تشير لمزيد من التراجع فى معدلات التضخم ليصل إلى ما يتراوح بين 22 و23% فى الحضر بنهاية العام الحالى.
ولا تتوقع بدير، تخفيض الفائدة أيضا، موضحة أن «المركزى» سيحافظ على مسار السياسة النقدية الحالى مع وجود عوامل لن تدفعه للتسرع فى خفض أسعار الفائدة حاليا، منها مخاطر متعلقة بالأوضاع الخارجية وتأثيرها على استقرار سعر الصرف وأسعار السلع العالمية، وتحركات الفدرالى الأمريكى والتى تشير إلى استمرار سياسة التشديد النقدى وعدم خفض الفائدة فى الوقت الحالى.
كذلك توقع محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، تثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماع القادم مع تراجع معدلات التضخم، وقد يبدأ المركزى فى تخفيضها خلال اجتماعات النصف الثانى من العام الحالى، مع استمرار تباطؤ معدلات التضخم بوتيرة سريعة خلال الفترة القادمة.
ولا يتوقع حسن، رفع الفائدة مرة أخرى خلال الوقت الحالي، موضحا أن المركزي سيتجه إلى التثبيت لفترة قبل أن يتجه الى التخفيض اعتبارا من شهر يوليو وأغسطس القادمين.
أيضا يتوقع أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة “في آي” للاستثمارات المالية، أن يتجه البنك المركزي لتثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع مايو، مرجحا أن يشجع انخفاض التضخم نتيجة لتراجع أسعار غالبية السلع الغذائية، المركزي للاتجاه لتخفيض الفائدة في اجتماعات النصف الثاني.