من جديد، اضطر الآلاف من سكان غزة إلى النزوح الداخلي تحت القصف من شمال القطاع ووسطه بعد دعوات جيش الاحتلال إلى الإجلاء وزعمه أن حركة حماس تعيد تنظيم صفوفها في هذه المناطق.
وكان جيش الاحتلال أعلن انتهاء عملياته في مناطق عدة من الشمال والوسط وانسحاب جزء كبير من قواته منها، قبل أن يعود للهجوم عليها مجددا.
وأعلنت إسرائيل يوم السبت، أنها عادت لشن هجوم على المخيم لمنع حركة حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية في المنطقة، بحسب مزاعمها.
ونقل تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية عن السيدة «أم عدي نصار» بعد وصولها إلى مدينة غزة قادمة من مخيم جباليا للاجئين: «جيش (الاحتلال) ألقى مناشير وبعث رسالة على الجوال للتحذير من بقاء أحد في جباليا».
ونصار واحدة من مئات آلاف الفلسطينيين الذين فضلوا البقاء في شمال قطاع غزة رغم الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية خلال سبعة أشهر من الحرب.
وتضيف السيدة الفلسطينية: «ليست هذه المرة الأولى التي ننزح فيها. كلما حاولنا العودة والاستقرار، تحدث عملية اجتياح ويقصف الجيش المنازل بالطائرات والدبابات ويقتل الناس».
ويتزامن القتال العنيف في شمال قطاع غزة مع توسيع إسرائيل هجومها البري في مدينة رفح جنوبا حيث يعيش نحو 1,4 مليون شخص.
وتقول إسرائيل التي دخلت شرق رفح وسيطرت على المعبر من الجانب الفلسطيني في السادس من مايو، إنها تنفّذ عمليات تصفها بـ«محددة الأهداف» في رفح التي تعتبرها آخر معاقل حماس. لكن مسؤولين في حماس يقولون إنها تقدّمت قرابة ثلاثة كيلومترات في المدينة.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فرّ نحو 64 ألف شخص من جباليا وبيت لاهيا منذ تجدّد القتال في الجزء الشمالي من القطاع.
وقالت الأونروا إن البعض يتجهون إلى ملاجئ المنظمة الأممية في شمال غزة رغم تعرّض العديد من تلك المرافق للقصف الإسرائيلي.
وقال الدفاع المدني في غزة إن الطائرات الحربية الإسرائيلية تنفّذ “ضربات جوية متتالية” على حي الزيتون في مدينة غزة ما تسبّب بإصابة عدد من المنازل وبسقوط العديد من الشهداء والجرحى.