قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، إن الاتحاد تلقى تهديدات من مسئولين إسرائيليين لسحب طلب تقدم به إلى نظيره الدولي «الفيفا»، بشأن إنهاء عضوية إسرائيل في التكتل الرياضي.
وأوضح الرجوب، في مقابلة مع وكالة «الأناضول»، أن مواقف المحافل الدولية تجاه فلسطين والفلسطينيين «كانت ظالمة وذات طابع نفاقي، مقارنة مع المواقف التي اتخذت ضد روسيا حين بدأت حربها ضد أوكرانيا».
ومنتصف أبريل الماضي، طلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم من الفيفا إنهاء عضوية الاتحاد الإسرائيلي، على أساس أنه لم يتخذ الخطوات اللازمة ضد انتهاكات حقوق الإنسان الناجمة عن الحرب التي تشنها إسرائيل بغزة منذ 7 أكتوبر، والتمييز والعنصرية في الدوري الإسرائيلي.
وذكر الاتحاد الفلسطيني أن البنية التحتية لكرة القدم في غزة تعرضت بأكملها إما للتدمير أو لأضرار بالغة، بما في ذلك ملعب اليرموك التاريخي الذي حولته القوات الإسرائيلية إلى معسكر اعتقال.
وشدد الاتحاد الفلسطيني على أن التدمير المذكور تم توثيقه عبر أكثر من منظمة دولية.
الرجوب أوضح لـ«الأناضول» أن الاتحاد الفلسطيني تقدم بمسودة قرار إلى الفيفا، وأنه ستتم مناقشتها الجمعة المقبل.
وأكمل: «أدرجنا في المسودة جميع الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل ضد كرة القدم الفلسطينية واللاعبين الفلسطينيين، ووثّقنا مقتل 256 رياضياً فلسطينيا على يد الإسرائيليين».
واستطرد: «دُفن عشرات الرياضيين تحت الأنقاض واعتقل المئات، هناك أندية إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية وتشارك في الدوري الإسرائيلي الرسمي وهذا مخالف لقرارات الفيفا».
وشدد الرجوب على وجوب عدم النظر إلى الطلب المقدم من الاتحاد الفلسطيني من منظور سياسي، بل يجب تقييمه على أساس قواعد الفيفا.
وذكر أن الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل لا يمكن قبولها من أي اتحاد رياضي في العالم.
وأوضح الرجوب: «لا نستطيع القيام بأي نشاط رياضي في الأراضي الفلسطينية بسبب تصرفات الاتحاد الإسرائيلي، والإرهاب الأخير الذي مارسته تل أبيب، هو أن وزير الخارجية الإسرائيلي (يسرائيل كاتس) هددني علناً».
وتابع: «وصرح (كاتس) بأنه في حال لم أسحب الطلب سوف يسجنونني، كما وجه العديد من المسئولين الإسرائيليين تهديدات أكبر لي، لكنني سأواصل، ونعتقد أن العالم كله سيدعمنا، وموقف تركيا مهم جدًا بالنسبة لنا في هذه المرحلة».
وشدد الرجوب، على أن الفلسطينيين ليس أمامهم خيار سوى التصدي للاعتداءات الإسرائيلية والصمود والبقاء في فلسطين، وأن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل لم تخيفهم ولا يمكن أن تثنيهم عن قضيتهم.
تصعيد تل أبيب ضد منظومة الرياضة الفلسطينية يأتي ضمن حرب مدمرة يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من 7 أشهر، خلفت قرابة 114 ألف قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال «إبادة جماعية»، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.