تحل ذكرى النكبة يوم 15 مايو حاملة معها ذكريات من الخذلان والألم لشعب نُهبت أرضه وحقوقه باحتلال إسرائيلي استمر على الأراضي الفلسطينية لمدة 76 عاما.
لكن حرب النكبة لم تخلو من صفحات نضال مضيئة شهدت على بسالة الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم، وتعاون العرب لردع المحتل، لتكون معركة القدس ملحمة لا يتخطاها التاريخ.
وتسرد جريدة أخبار مصر وقائع معركة القدس التي تعد الانتصار الأكبر على دولة الاحتلال خلال حرب 1948، وعلى إثرها بقيت القدس حرة دون احتلال حتى عام 1967.
-اشتعال المقاومة الفلسطينية وحصار مستوطني الحي اليهودي
أثارت قرارات التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة وقرار وضع القدس تحت إشراف دولي غضب المقاومة الفلسطينية ليبدأ جيش الجهاد المقدس، بقيادة عبدالقادر الحسيني وحسن سلامة نشاطه بحصار المستوطنين المتواجدين داخل مدينة القدس بدءًا من ديسمبر 1947.
وذكر كتاب حرب 1948 والصراع العربي الإسرائيلي أن جيش الحسيني بدأ بـ100 مقاتل، وسرعان ما ارتفع عدده لـ1200 مقاتل اتخذوا من بيرزيت مقرا لهم.
وحاصر جيش الحسيني المستوطنين بالقدس وعزلهم عن مستوطنات الساحل القوية، وفقا لكتاب حرب 1948 ونشأة قضية اللاجئين.
وقتل جيش الحسيني 10 مستوطنين متجهين بالإمدادات لداخل القدس في ديسمبر، بينما قاد الحسيني هجوما في يناير أسفر عن مقتل 35 من عناصر عصابة البالماخ الإسرائيلية.
وكثف الحسيني من هجماته في مارس بتدمير قافلة من 30 مركبة، وإجبار قافلة أخرى مسلحة على الاستسلام رغم مرافقة مقاتلين إسرائيليين لها.
وتمكن جيش الحسيني رغم استشهاد القائد عبدالقادر في القصطل، من شن هجوم انتقامي “بعد مجزرة دير ياسين” ليقتل رجال المقاومة نحو 170 من المستوطنين القادمين بقافلة لنجدة مستوطني القدس الذين يعانون وطأة حصار فلسطيني شديد.
-ملاحم الجيش الأردني
صدر قرار الجامعة العربية بإرسال الجيوش من الدول العربية المحيطة بفلسطين لكبح المد الاستيطاني لتصبح حدود القدس تحت حماية الجيش الأردني بقيادة حابس المجالي.
وتركز الهجوم الإسرائيلي على قلعة اللطرون التي تسيطر على الطريق الواصل بين القدس ومستوطنات الشمال، وذلك وفق كتاب ولادة أزمة اللاجئين الفلسطينيين.
أيضا شنت العصابات الإسرائيلية 5 هجمات على مدار شهرين، وتم اكتشاف أول هجوم إسرائيلي، ما جعل الجنود صيدا سهلا للمدفعية الأردنية دون تمكن المدفعية الإسرائيلية من التدخل.
وهاجم الإسرائيليون القلعة مجددا بقاذفات اللهب، ولكن ضوء القاذفات القوي سهل على الأردنيين رصد الجنود وقتل عدد منهم.
واستعان الإسرائيليون بمدافع بريطانية ثقيلة للتفوق على الجيش الأردني، لكن إحدى القوات الإسرائيلية المهاجمة أطلقت النار على برج أردني تسبب في كشف الهجوم مبكرا، وفقدان عنصر المباغتة وبالتالي هزيمة أخرى للقوات الإسرائيلية.
وشن الفلسطينيون المقاومون من قرية اللطرون هجوما مباغتا على العصابات الاستيطانية أوقع 24 قتيلا، بينما رفضت الحكومة الإسرائيلية تجديد محاولات اقتحام اللطرون.
وبلغ إجمالي خسائر العصابات الإسرائيلية بالمعركة 168 قتيلا و330 جريحا و19 أسيرا.
-تفاصيل معركة باب الواد
أكد منتدى الدفاع العربي أن معركة باب الواد انطلقت بعد انتهاء معارك اللطرون بأسبوع، وخاض الجيش الأردني الحرب بنحو 1600 جندي، بينما تحصن 6000 من عناصر العصابات الإسرائيلية داخل المدينة.
وأسفر الهجوم الأردني عن ضعف عدد القتلى الإسرائيليين بينما لم يتخطى عدد الشهداء الأردنيين 20 شهيدا، وذلك وفق تصريحات مؤسس دولة الاحتلال ديفد بنغوريون.
وصرح المشير حابس المجالي قائد جبهة القدس للجيش الأردني، بأن أريئيل شارون قائد القوات الإسرائيلية المتمركزة بالقدس وقع في الأسر من بين الـ300 أسير الإسرائيلي الذين وقعوا في قبضة الجيش الأردني، ثم تم إطلاق سراحه في عملية تبادل.