تحل يوم 15 من مايو ذكرى النكبة محملة معها بذكريات الألم والخذلان، ولكن هناك بعض الصفحات المضيئة من البطولات يتذكرها التاريخ وتظل عالقة بالأذهان.
وخاض الجيش المصري عددا من المعارك التي انتصر بها على جيش الاحتلال الإسرائيلي لدرجة اقتراب طلائع الجيش المصري لمسافة تقرب من الـ32 كيلومترا من تل أبيب ذاتها.
وتسرد جريدة أخبار مصر أهم المعارك البطولية للجيش المصري على الأراضي الفلسطينية خلال حرب 1948.
-أول معركة فاصلة بين الجيشين “وقائع معركة ياد مردخاي”
خاض الجيش المصري في التاريخ الحديث عدة حروب كبرى ضد الجيش الإسرائيلي، وشهد يوم 19 مايو شرارة أول معركة فاصلة بين الجيشين على أرض دير سنيد، حيث توجد مستوطنة ياد مردخاي التي تتحكم بالطريق الساحلي الموصل بتل أبيب عاصمة الكيان الصهيوني.
وذكر كتاب الصراع العربي الصهيوني للمؤرخ بني موريس، أن الجيش المصري شن هجومين على المستوطنة دون استطاعة اقتحامها؛ نظرا لعدم استعانة المصريين بالدبابات لتوفير التغطية اللازمة للمشاة.
وعلق الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر، والذي حضر حرب 1948، على وقائع معركة ياد مردخاي، مؤكدا خوض جنود المشاة هجمات رائعة بذلوا فيها تضحيات رغم شراسة القصف الإسرائيلي المضاد.
وقال المؤرخ بني موريس، إن القائد المصري عبدالقادر عبدالرؤوف المسئول عن الكتيبة الثانية، عدل خطة الهجوم لتتقدم القوات “مجموعة صغيرة من الدبابات” لينجح الهجوم يوم 23 مايو باقتحام المستوطنة المحصنة واستسلام القوة الإسرائيلية بداخلها.
-معركة أسدود
تقدم الجيش المصري بقيادة اللواء محمد نجيب الذي تولى رئاسة مصر لاحقا، ووصلت القوات دون مقاومة تذكر، وفقا لموقع مقاتل من الصحراء المهتم بالدراسات التاريخية.
وأعد لواء جفعاتي الإسرائيلي خطة لاستعادة المدينة، والتي يهدد سقوطها بقاء الإسرائيليين في الساحل الفلسطيني.
وأوضح كتاب حرب 1948 ونشأة إسرائيل، أن الجيش الإسرائيلي استخدم طائرات حربية لأول مرة بمعركة أسدود لضرب القوات المصرية، ولكن المضادات الأرضية المصرية أسقطت وأصابت 3 طائرات من الأربعة المهاجمة للعدو.
وقرر جيش الاحتلال إرسال قوات كبيرة من لوائي النقب وجفعاتي لتدمير القوة المصرية بعد أسبوع من تمركز الجيش المصري بأسدود.
وذكر المؤرخ موريس، أن قوات جفعاتي هاجمت من الشمال ولكن أخطأت القوة في تقدير أعداد المصريين ببعض التباب؛ ما أدى لتنبه الجيش المصري للهجوم مبكرا، مشيرا إلى أن القوات المهاجمة من جفعاتي اضطرت للانسحاب تحت كثافة النيران المصرية لتكرر هجومها مرتين خلال ساعات دون تحقيق تقدم إلى جانب تزايد أعداد قتلاهم.
وأشار موقع مقاتل من الصحراء، إلى أن قوات النقب المهاجمة من الجنوب تأخرت إلى أن تنبه الجيش المصري لوجود هجوم ما أدى لفقدانها عنصر المباغتة وتعرضها لكثافة نيرانية عالية انسحبت على إثرها داخل الصحراء لتعلق بالكثبان الرملية؛ ما أتاح للمدفعية المصرية إلحاق خسائر كبيرة بها.
وبلغت حصيلة قتلى جيش الاحتلال خلال معركة أسدود 400 قتيل، وفقا لتصريحات الرئيس المصري السابق محمد نجيب الذي قاد القوات المصرية بالمعركة، بينما ذكرت المصادر الإسرائيلية أن الـ400 شملوا القتلى والجرحى معا.