بدأت الدورة الثانية من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة والتي تحمل اسم الفنانة الراحلة عايدة عبد العزيز، بداية قوية بالعرض المصري “في يوم وليلة”، والذي يُعد عرض افتتاح المهرجان، والمستمره فاعلياته حتى الأربعاء المقبل.
“في يوم وليلة” عرض مسرحي راقص، تم تقديمه على مسرح الهناجر، ينتمي لنوعية عروض الرقص المعاصر، ويناقش في قالب ساخر عن أربع سيدات في أواخر الثلاثينيات ومنتصف الأربعينيات، رؤية هذا الجيل، وكيف يرون التحول الاجتماعي الذي نعيشه هذه الأيام، كما يطرحن البطلات الأربعة خلال العرض بعض التساؤلات حول الأفكار التى تشغل المجتمع، حول جسد المرأة ووضعها الاجتماعى وعمرها، كما يسترجعن خلال أحداث العرض أيام طفولتهم، ويحكن بجسدهن قصص عن ذكرياتهم.
العرض يسيطر عليه التعبير الحركي والتفاعل الشعوري مع الجمهور، ويرتكز على فكرة الحكي الجسدي التعبيري.
العرض المصري “في يوم وليلة”، أداء: نغم صلاح، ميريت ميشيل، شيرين حجازي، نرمين حبيب، تأليف موسيقى محمد بونجا، تصميم إضاءة صابر السيد، مخرج مساعد ماريو سيحه كوريجرافي وإخراج: نرمين حبيب.
وشهد اليوم الثاني من المهرجان عرضين مسرحيين، الأول النمساوي “ميموري” على مسرح الهناجر، وتدور فكرته حول بعض الأفكار والمواقف التي تدور في ذاكرة بطلة العرض وتستعرضها بطريقة مرئية ومسموعة.
العرض ينتمي لنوعية عروض المونودراما، ويعتمد بشكل واضح على شاشة مرئية تعرض حكايات وتفاعلات حركية وجسدية، تشعر للوهلة الأولى كمتفرج أن بطلة العرض ممزوجة في تفاصيل الشاشة، ولكن بعد ذلك تكتشف أن هناك ممثلة على المسرح، يمتاز العرض بالصورة البصرية المصاحب لها صوت مسجل ما بين حوار وموسيقى معبرة عن حركات بطلة العرض والأحداث التي يتم عرضها على الشاشة، والتي في بعض المشاهد تكون انعكاس لما تقدمه الممثلة.
العرض النمساوي “ميموري” إخراج وآداء وغناء وألحان وتصوير ومونتاج الفيلم نيكَار حسيب، ومدير الإنتاج والبحث شامال أمين.
وكان من المفترض أن يُقدّم في قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة العرض الياباني ” دايراياما”، ولكن اعتذرت إدارة المهرجان عبر صفحتها الرسمية بفيسبوك عن عدم تقديم العرض وذلك لـ أسباب فنية خاصة به.
وأقيمت ضمن فاعليات اليوم الثاني من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة، ندوة عن المكرمات الراحلتين الكاتبة فتحية العسال والفنانة عايدة عبد العزيز، وأدارت الندوة مديرة المهرجان الكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم، وكانت بحضور شريف أحمد عبد الحليم، نجل الفنانة عايدة عبد العزيز، والمؤرخ والناقد دكتور عمرو دوارة، ورئيسة المهرجان الممثلة والمخرجة عبير لطفي.
وتحدث دوارة خلال اللقاء عن قيمة فتحية العسال والعوامل التي جعلتها متميزة كفنانة وجعلتها تصل للمكانة التي أصبحت فيها، وأنها كانت عصامية وعلمت نفسها بذاتها، وبدأت من الصفر، وترجع أسباب تفوقها في الكتابة، كتابتها الإذاعية الأول في البرامج ثم تقديمها لأعمال كبار الكتاب عبر الإذاعة، ومنهم توفيق الحكيم ويحيى حقي، وأكد دواره على أن أهم ما يميز كتابتها لغتها العامية البسيطة الغير مبتذلة، وأن من أهم مسرحياتها “بلا اقنعة” و”سجن النساء”.
كما تحدثت أيضًا الممثلة والمخرجة عبير لطفي عن علاقتها بفتحية العسال، وانها تعتبرها امها الروحية الداعمة.
وحكى نجل الفنانة الراحلة عايدة عبد العزيز عن علاقته بوالدته وانها كانت سيدة حازمة ولكنها “حلالة لكل المشاكل”، وأنها لم تقصر معه يومًا بسبب فنها.
كما تحدث الدكتور عمرو دواره عن تاريخ الفنانة عايدة عبد العزيز وأن يحسب لها بصفة عامة مشاركتها بالتمثيل فيما يقرب من مائتي عمل درامي، و أن أبرز المحطات في حياتها الفنية مسلسل “ضمير أبلة حكمت” و”يوميات ونيس” وفيلم “يوميات نائب في الأرياف” و”النمر والأنثى” و”خلطة فوزية” ومسرحية “الست هدى” و”عودة الغائب” و”جواز على ورق طلاق”، وحكت الفنانة مايسة زكي عن علاقتها بالراحلة عايدة عبد العزيز فنيًّا وإنسانيًّا.