شارك أمين عام اتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو عزت سلامة، في منتدى “نحو الجنوب” الذي عُقد في مدينة سورينتو بإيطاليا تحت رعاية رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني. حضر المنتدى العديد من رؤساء الوزراء والوزراء ورؤساء الجامعات وعدد كبير من رؤساء الهيئات والشركات والمنظمات من حوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى مستشار اتحاد الجامعات العربية الدكتور وليد وليد سلامة لاستعراض آفاق التعاون بين مختلف دول المنطقة في مجالات التعاون الاستثمارية والتكنولوجية والتعليمية.
وعرض الدكتور سلامة خلال كلمة ألقاها في المنتدى، المشهد التعليمي العربي ونسب الشباب الملتحقين به مدعماً بقراءات إحصائية، وقدم مبادرة الاتحاد لإنشاء فضاء تعليمي موحد لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، والتي لاقت استحساناً كبيراً من المشاركين بالمنتدى.
وقال سلامة، إن جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط يشكل فيه الشباب ما يقارب من نسبة 50% من السكان، وتشكل البطالة بينهم أعلى المعدلات في العالم، حيث تصل إلى ما يزيد عن 30%، لافتًا أن هذا الأمر يضع شباب المنطقة المتوسطية في صلب الإشكالية المطروحة في المرحلة الراهنة.
وأضاف أن الشباب في هذه المنطقة تواجه تحديا كبيرة، وأنهم يعدوا أهم مفتاح من مفاتيح رفع هذه التحديات ومعالجتها على الوجه الأكمل والأمثل والأصح، وهنا تبرز الجامعات كمنارات للأمل ومحفزات للتغيير.
وتابع: لقد أصبح التعليم على جميع المستويات ذات أهمية كبيرة للمجتمعات الحديثة، حيث يتم التعامل معه الآن كحق من حقوق الإنسان، وأصبح الآن هو المكان الأساسي لتنمية رأس المال البشري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وأشار إلى أن التحدي الكبير الذي تواجهه المؤسسات التعليمية هو أن تصبح أكثر مسؤولية اجتماعيًا من خلال دمج أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في بيانات مهمتها ورؤيتها وقيمها، فهي تتحمل مسؤولية قيادة الطريق في الثورة البيئية الناشئة، كما تقع على عاتقها مسؤولية رعاية الجيل القادم، لذلك يجب خلق بيئات تعزز الفضول الفكري والتفكير النقدي والإبداعي، ويتعين على جامعاتنا أن تعمل كمختبرات للأفكار، وحاضنة حلول للمشاكل المعقدة التي تواجه البشرية.
وأكد الدكتور سلامة على الدور المحوري الذي يلعبه الاتحاد من أجل المتوسط، واتحاد الجامعات المتوسطية، واتحاد الجامعات العربية في صياغة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، خاصة في ظلّ التحديات التي تواجهها دول العالم، لا سيما دول جنوب البحر المتوسط، ويبرز في هذا السياق دور التعليم العالي كعاملٍ أساسي في توجيه طاقات الشباب في تلك الدول، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم ليكونوا ركائز أساسية للتقدم والازدهار.
وأبدى الجميع شكرهم للأمين العام لاتحاد الجامعات العربية على المبادرة القيمة التي قدمها والتي تخدم بلدان ومتعلّمي منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، خاصة في المسائل المتعلقة بالاعتراف والتنقل والتعاون التعليمي المشترك، وغيرها من الجوانب التي تسهم في تجويد التعليم والنهوض بمؤسساتها في المنطقة.