نبدأ جولتنا من صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، وتقرير حصري بعنوان “استطلاع رأي: أكثر من ثلث طلاب أبرز الجامعات البريطانية يعتقدون أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر عملا معقولاً من أعمال المقاومة”، كتبته سابرينا ميللر.
وجاء في التقرير: “يعتقد ما يقرب من 40 في المئة من الطلاب في جامعات مجموعة راسل (مجموعة من 24 جامعة ينظر إليها على أنها أفضل الجامعات البريطانية) أن “الهجمات الإرهابية التي وقعت في السابع من أكتوبر الماضي، على إسرائيل كانت عملاً مُتَفهماً من أعمال المقاومة”.
“وأظهر استطلاع لآراء طلاب الجامعات أن ثلثهم فقط يعتبرون هجوم حماس الذي أشعل حرباً جديدة في المنطقة هجوماً إرهابياً”.
وتأتي هذه النتائج وسط موجة غير مسبوقة من معاداة السامية، حيث حذر الطلاب الإسرائيليون من أنهم “مرعوبون” من استهدافهم في الحرم الجامعي، وفق الصحيفة.
“واليوم، اضطرت جامعة كامبريدج إلى نقل احتفالات تخرجها من مبنى مجلس الشيوخ التابع للجامعة، حيث تقام منذ القرن الثامن عشر، إلى كلية داونينغ بسبب الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين”.
وأُجري الاستطلاع بتكليف من مؤسسة StandWithUs UK الخيرية المؤيدة لإسرائيل ونفذته شركة “سافانتا” وشمل أكثر من 1000 طالب موزعين على 20 جامعة، وتمت مشاركة نتائجه حصرياً مع صحيفة ديلي ميل.
وكشف الاستطلاع عن أن 29 في المئة من الطلاب يعتقدون أن هجوم حماس كان عملاً “مفهوماً” من أعمال “المقاومة”، وارتفع هذا العدد إلى 38 في المئة بين طلاب جامعات مجموعة راسل، الذين يُنظر إليهم على أنهم “الأفضل والألمع”.
ووجد الاستطلاع أيضا أن 38 في المئة من الأشخاص الذين شملتهم عينة الاستطلاع، يتفقون على أن الطلاب الذين يدعمون إسرائيل علناً في الحرم الجامعي يجب أن “يتوقعوا” سوء المعاملة. ولم يرفض سوى 31 في المئة من الطلاب ذلك صراحة.
“ورداً على تلك النتائج، قال متحدث باسم صندوق الأمن المجتمعي، الذي يعمل على الحفاظ على سلامة اليهود في بريطانيا: “إن فكرة أن يكون هجوم حماس فعل مقاومة مبررة أو مفهومة بأي شكل من الأشكال هي فكرة مشينة، وحقيقة أن الكثير من طلاب الجامعات يبدو أنهم لا يفهمون هذه الحقيقة الأساسية أمر مقلق للغاية، جامعاتنا تفشل”.
وقال وزير التعليم العالي السابق روبرت هالفون: “هذا استطلاع يبعث عن تشاؤم عميق. يحتاج الطلاب إلى مزيد من التوعية ليس فقط لفهم معاداة السامية، ولكن أيضا الأصولية والجماعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة مثل حماس والجهاد الإسلامي”، وفق الصحيفة.
وكتبت الصحيفة: “وفي أكثر من 20 مخيماً مؤيداً لفلسطين تم تشييدها في جميع أنحاء البلاد، سُمع الطلاب وهم يهتفون “الانتفاضة” – وهي دعوة صريحة للعنف – و”المقاومة مبررة إذا تم احتلال الشعب”، وهو تأييد واضح لمجزرة حماس”. كما ورد في الصحيفة.
“احتجاجات الجامعات تحولات نوعية”
وفي سياق متصل بهذا الموضوع، نطالع مقالاً في صحيفة القدس الفلسطينية بعنوان “احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية”، كتبه أسعد عبدالرحمن.
يطرح الكاتب سؤالاً في بداية المقال حول إمكانية “أن تجبر الاحتجاجات الطلابية، أو ما بات يعرف بــ ‘انتفاضة الجامعات’ الحكومة الأمريكية على تقديم تنازلات؟ أو هل ستنجح في إجبار الحكومة على زيادة القيود على صادرات الأسلحة إلى الكيان الصهيوني؟ أو أقلها، اتباع نهج أكثر حزماً مع الحكومة اليمينية الحالية؟”
وكتب “الجواب بطبيعة الحال ليس بتلك السهولة: فالمعركة الطلابية ضد السياسة الأمريكية، تجاه جنوب أفريقيا أيام حكم الفصل العنصري لا يمكن بحال من الأحوال تشبيهها بالمعركة ضد السياسة الإسرائيلية، ذلك أن الجميع يعلم طبيعة العلاقات بين الدولتين الأمريكية والإسرائيلية، فهي أعقد وأقوى من أي حالة أخرى”.
ويرى الكاتب أن الاحتجاجات الأخيرة أكثر ثورية، “لأن الحدث تجاوز نظام الفصل العنصري بمجازر إبادة يومية متكررة، تقترفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ويرونها مليئة بالدمار الشامل والدماء المتدفقة والأشلاء المتطايرة للمدنيين”.
“وحقاً، فإن امتداد الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية (وبالذات جامعات النخبة التي تحكم وتخرج الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة والجيل القادم من القادة) يحمل في طياته مشكلة تضع الولايات المتحدة في أزمة”.
ويرى الكاتب أن تواصل “انتفاضة الجامعات الأمريكية” وامتداداتها العالمية يتوقع أن يُحدث تغييرات ملحوظة، وإن لم تكن بالسرعة التي يرجوها الطلبة”.
“ما حدث ويحدث في الجامعات الأمريكية والبريطانية والأوروبية هذه الأيام يمثل ثورة غير مسبوقة في عالم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد تصبح في قادم الأيام أحد دروس التاريخ المعاصر المناهضة للصهيونية”.
“اليوم، وحدت قضية فلسطين الحركة الطلابية في الجامعات الأمريكية، وكأن الطلبة بدأوا يحتلون دور الطبقة العاملة… يا طلاب العالم اتحدوا بدلاً من: يا عمال العالم.. اتحدوا. وهذا مرده التراكم بفضل وسائط التواصل الاجتماعي، وهو تراكم كمي متدرج متصاعد على امتداد السنوات القليلة الماضية”.
واختتم “وكما هو معلوم فإن التحول من الكمي إلى النوعي يحتاج إلى صاعق مفجر، وقد جاء هذا الصاعق المتفجر بشكل ضخم وهائل، وهو حرب الإبادة والفظاعات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة أساساً (والضفة الغربية والقدس أيضاً) فتفجرت المسألة”، وفق كاتب المقال.
“اغتيال سياسي”
وأخيرا نختم جولتنا من صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، و مقال بعنوان “بايدن ارتكب اغتيالاً سياسياً لنفسه بقراره بشأن المساعدات لإسرائيل”، كتبه أموتز آسائيل.
يتناول المقال قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، تعليق إرسال بعض الأسلحة والعتاد إلى إسرائيل، لكي لا تشن الهجوم المتوقع على مدينة رفح الفلسطينية.
ويقارن الكاتب بين هذا القرار وتهديدات أمريكية سابقة مشابهة.
وكتب: “نعم، بالمعنى العسكري الضيق، فإن العواقب المترتبة على هذا التعليق لا تكاد تذكر. إن حرب غزة لا تتعلق بكميات القنابل أو أي معدات أخرى. هذا إلى جانب أن إسرائيل لديها صناعتها العسكرية الخاصة التي يمكنها إنتاج القنابل من أي نوع تقريبا”.
بايدن يقول إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل “ثابت كالصخر”
“وبالتالي فإن المشكلة الاستراتيجية لا تتعلق بتأثير هذه الخطوة المتهورة على القتال الإسرائيلي، بل تتعلق بالرسالة التي تبعث بها عبر الشرق الأوسط”.
“إن خطوة بايدن لا تجعله يبدو غير جدير بالثقة فحسب، بل تجعله ضعيفاً أيضاً. عرقلته للحرب الإسرائيلية يجري تحليلها في طهران وبغداد وصنعاء وفي كل مكان آخر، حيث خطط الجهاديون لأنواع الهجمات التي شنوها في العقود الأخيرة في القارات الست”.
ويشير الكاتب في مقاله إلى تداعيات قرار بايدن، التي تصب من وجهة نظره في مصلحة الدولتين المنافستين لواشنطن – روسيا والصين- إذ ستشدد روسيا الخناق على أوكرانيا، بينما ستمارس الصين المزيد من الضغط على جيرانها، وفق الكاتب.
لكن الأخطر من ذلك هو تداعيات ذلك القرار على بايدن نفسه.
وكتب “لقد وصل جو بايدن إلى هذه الحرب برؤية واضحة: حماس همجية، ويجب سحقها. لقد كان ذلك بمثابة دعوة للعدالة والمصلحة الأمريكية. ولكنه سمع بعد ذلك إلى الغوغاء، وبدلاً من أن يصرخ بالحقيقة ــ وهي أن القنابل الأمريكية الصنع تقتل سكان غزة ليس بسبب أمريكا وليس بسبب إسرائيل، ولكن لأن حماس تقاتل من وراء أطفالها ونسائها وشيوخها ــ استسلم للغوغاء”.
واختتم: “نعم، من المفترض أن يستمع القائد إلى كل الأصوات التي تأتي من خلفه، لكن ليس من المفترض أن يطيعها. ومن المفترض أن يطيع ضميره ويتغلب على ما لا يرضاه ضميره، وإلا فإن الناس سوف يتخلون عنه، ليس لأنهم سوف يعتقدون أنهم على حق، وليس لأنهم سوف يعتقدون أنه على خطأ، ولكن لأنهم سوف يعتقدون أنه ليس قائداً”.