قبل أيام جمعتني جلسة مع مجموعة من الأشقاء العرب المقيمين بمصرإقامة كاملة، وآخرين ممن يأتون لزيارتها على فترات متقاربة، معظمهم يتحدثون باللهجة العامية المصرية، والسيدات منهن يرتدين ملابس على نمط كثير من السيدات المصريات، تفاجأت للوهلة الاولي بهذه الهيئة التى يلتبس عليك فيها تحديد هوية الشخص الجالس اليك، فنقلت لهم هذا الشعور، فقالوا: إن طول مدة الإقامة أثر على نمط حياتهم، وإن حبهم للأجواء التى تحتوي الجميع لم يشعرهم بالغربة على الإطلاق.
قال أحدهم: إن أهم ما يميز مصر هو حالة الذوبان التى يشعر بها أى مقيم على أرضها، وهو ما يميز هذا المجتمع عن باقي المجتمعات وحتى الدول العربية الشقيقة منها، سألت: وماذا أعجبكم فى مصر؟ ردت أحداهن فقالت: إن الشعب المصري “عشري” بطبعه تشعر معه بالألفة من أول وهلة واذا طلبت أى مساعدة فالكل يلبي دون تقاعس ومن دون سابق معرفة خاصة اذا علم أنك من دولة شقيقة، وبالطبع تعكس تصرفاتهم مايتسمون به من صفات الشهامة والكرم.
قالت إحداهن: إن أعداد المقيمين فى مصر إقامة كاملة من موطنها وبالمناسبة هى دولة يتمتع مواطنوها بالرفاهية الاجتماعية، هى أعداد ليست بالقليلة وذكرت رقما تعلمه هى من خلال تجمعاتهم فى نادى الجالية، وأكدت أنها وأسرتها يقيمون بشكل كامل هنا، ولايذهبون لموطنهم الا للزيارة فقط. استرسل الجميع فى ذكر ما يشد انتباههم للحياة فى المجتمع المصري، تحدثوا عن الطعام المصري طبعه المميز وتعدد وتنوع الأنشطة والطقس البديع وروح المجتمع “الحلوة”على حد تعبيرها.
قبل أسبوع تقريبا قال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، فى تصريحات تليفزيونية: إن الدولة المصرية لا تستخدم تعبير «لاجئين»، لأن مصر من أكثر الدول التي تعمل على تقديم أفضل رعاية ممكنة للضيوف من غير المقيمين من المصريين.
وأضاف الحمصاني، أن إجمالي الأجانب المقيمين في مصر هو 9 ملايين مهاجر أو مقيم غير مصري، وأن هذا الرقم أشارت إليه منظمة الهجرة الدولية في تقرير صادر في يوليو 2022، وأنه يتسق مع أرقام الحكومة المصرية، وأنه داخل الـ9 ملايين مقيم، يوجد حوالي من 500 إلى 600 ألف يحملون صفة اللاجئ طبقًا لمعايير مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وهناك أيضًا تصنيفات عديدة للمقيمين غير المصريين بناء على مستند الإقامة الذي تُصدره وزارة الداخلية سواء كان إقامة للاستثمار أو إقامة للدراسة أو العلاج.
قد تحدث انعكاسات تؤثر بالسلب على حياة المواطن البسيط، مثل الارتفاع الكبير فى ايجار الشقق السكنية كما حدث مؤخرا بسبب نزوح أعداد كبيرة من الأشقاء الوافدين، غير أن ذلك لم يخلق حالة العداء التى تحدث فى مثل هذه الحالات فى المجتمعات الأخرى، فالشعب المصري هو شعب مضياف يؤثر على نفسه، حتى يتمكن ضيفه من العيش بأمان..
حقيقة شعرت بالفخرأثناء هذا اللقاء، وأيقنت أن مصر ستظل الأخت و”الحضن”الكبيرلكل من يعيش فى ربوعها.