أكد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، مساء اليوم الثلاثاء، على موقف حكومته الثابت، تجاه عملية السلام، والانفتاح على كل الخيارات لتمكين اليمنيين من تحقيق تطلعاتهم.
وقال العليمي في خطاب له بمناسبة ذكرى عيد الوحدة اليمنية الـ34 “ستظل هذه المناسبة جليلة محاطة بالتقدير، ولحظة تاريخية جديرة بالتأمل، والتعلم، والمبادرة الواعية لحماية التوافق الوطني، وإرادة الشعب اليمني، وضمان المشاركة الواسعة في صنع القرار، دون إقصاء أو تهميش”.
وأكد التزام المجلس والحكومة الكامل بتعهداتهما المعلنة، وفي المقدمة “اعتبار القضية الجنوبية أساسا للحل الشامل”.
وفيما نوه رئيس مجلس القيادة الرئاسي بتمسك اليمنيين “الاحرار” في شمال اليمن، وجنوبه بمضامين مشروع الوحدة النهضوي، أكد في الوقت ذاته “رفض ابناء الشعب اليمني بشدة إفراغ هذا الإنجاز من مضمونه الوطني، والسياسي، والأخلاقي، وأن يغدو مجرد شعار مظلل يخفي وراءه نزعة التسلط، والتفرد بالسلطة والثروة، وهي النزعة التي تجسدها اليوم المليشيات الحوثية الإرهابية”.
وعلى صعيد ملف السلام، جدد العليمي، موقف المجلس الثابت تجاه جهود السلام المرتكز على المبادئ الأربعة، وفي مقدمتها”التمسك بالمرجعيات الوطنية والإقليمية، والدولية، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، وعدم المساس بالمركز القانوني والسياسي للدولة العضو في الأمم المتحدة، وشمولية أي عملية سلام وحمايتها بضمانات إقليمية ودولية، بما في ذلك حضور القضية الجنوبية، في أي مشاورات مقبلة، إضافة إلى استمرار سياسة الانفتاح على كافة جهود الوساطة المرتبطة بتخفيف معاناة المواطنين وتأمين مصالحهم وسبل عيشهم الكريم”.
وقال العليمي “لا يخفى على أحد أننا نقف اليوم أمام لحظة مفصلية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وهي لحظة غنية بالفرص لكنها أيضا مليئة بالتحديات”.
وأضاف “سيظل العامل الحاسم في قدرتنا على تحقيق أهدافنا الوطنية؛ هو مدى تمسكنا بوحدة الصف، واحدية الهدف،وعلى مدار الأشهر الماضية، فشل الإرهابيون الحوثيون -بخلاف ما صورت لهم أوهامهم- في إدارة المعركة السياسية والدبلوماسية، والاقتصادية أمام مؤسسات الدولة الشرعية، وقواها الوطنية”.
وتابع “لذلك ليس هناك من خيار اليوم أمام عملاء إيران سوى الجنوح نحو السلام، وهو ما يرفضونه شكلاً ومضمونا حتى الآن، أ الذهاب باتجاه مغامرة عسكرية شاملة، لفرض إرادتهم القمعية على الشعب اليمني الذي قاوم، وسيقاوم هذا المشروع الاستبدادي إلى الأبد”.
وأوضح أنه “قد بات جلياً أن مليشيا الحوثي، وبعد أن أمعنت في تهديدها العبثي للملاحة الدولية، تعتقد أن بوسعها الاستدارة لإشعال المعارك في الجبهات الداخلية”.
وأردف بالقول “إننا في هذا السياق نؤكد وحدة، وجاهزية القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، لردع أي مغامرة عدائية، وقد اختبر الانقلابيون بمرارة خلال الأسابيع الماضية بعضا من بسالة قواتنا المرابطة على مختلف الجبهات”.
وشدد على أنه “وجب عليهم التأكيد أن مجلس القيادة الرئاسي لم ولن يتخل يوما عن نهجه الصارم في مقاومة المشروع الحوثي الإمامي، المدعوم من النظام الإيراني، على طريق استعادة مؤسسات الدولة وإسقاط الانقلاب”.
ومنذ أكثر من تسع سنوات، يشهد اليمن صراعاً مسلحاً بين القوات الحكومية مسنودة بقوات التحالف الذي تقوده السعودية من جهة، ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران من جهة ثانية، تسبب بجر البلاد نحو أسوأ أزمة إنسانية واقتصادية في العالم.