اعتبر السفير عمرو حلمي، عضو مجلس الشيوخ، أن سعي المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت يمكن أن يسهم في استعادة الثقة في النظام الدولي الذي كان قد فقد جانبا كبيرا منها نتيجه التوسع في استخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي، وأيضا النتائج غير المكتملة التي صدرت عن محكمة العدل الدولية.
وأضاف السفير حلمي في تصريحات له: “كما يظهر ذلك عدم رضوخ المحكمى للضغوط الأمريكية المكثفة التي كانت تهدف إلى إجبارها على عدم إصدار أوامر اعتقال بحق كبار المسئولين الإسرائيليين، حيث تشمل قائمة الاتهامات الموجهة لكل من نتنياهو وجالانت التسبب في الإبادة، وفي استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، ومنع إمدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمدا في الصراع، الأمر الذي يعتبر جريمة حرب وإبادة أو قتل عمد بموجب نظام روما الأساسي.
وذكر السفير عمرو حلمي، أن تصريحات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أثارت موجة من ردود الأفعال الإسرائيلية الغاضبة، مؤكدا أنه لا يجب التقليل من أهمية ما يصدر عن المحكمه الجنائيه الدولية أو الحد من تأثيره أخذا في الاعتبار الحالات المشابهة التي صدرت عن المحكمة اذ أدت التهم الموجهة إلى الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور، والتي أصدرتها المحكمة الخاصة بسيراليون، إلى خسارته السريعة للسلطة ومهدت الطريق أمام انتهاء الصراع الوحشي في ليبيريا، كما كانت الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة جيش الرب للمقاومة الذي يتخذ من أوغندا مقراً له، سبباً في إجبار زعماء هذه الجماعة على الاختباء، وتفكك المنظمة، وإضعاف وجودها العسكري إلى حد كبير.
وتابع: يضاف إلى ذلك أن اتفاقية دايتون للسلام التي حلت الصراع البوسني في التسعينيات لم تكن ممكنة لولا ما صدر عن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، لذا فمن الممكن أن يكون لاتهامات المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو تأثير مماثل في ظل تزايد الاقتناع الدولي وحتي داخل إسرائيل ذاته بأن نتنياهو بات يشكل عقبة رئيسية أمام أمن واستقرار البلاد”.
وأشار إلى أن تصريحات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تتزامن مع تحديات متصاعده تواجه حكومة الحرب الإسرائيلية في ظل التهديدات التي يطلقها بيني جانتس بالانسحاب من الحكومة حيث وصف جانتس الأوضاع السياسية الداخلية بأن “سفينة إسرائيل تتجه نحو الصخور بسبب اعتبارات شخصية سيطرت على دفة قيادة البلاد.
وأكد السفير عمرو حلمي أن ما يصدر عن المحكمة الجنائيه الدولية يمكن أن يمثل مدخلا في عمل محكمة العدل الدولية في تناولها لاتهام إسرائيل بارتكاب جريمة الابادة الجماعية.