انتشرت صورة الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، على منصات التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها على السجادة الحمراء في الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي الدولي، مُرتدية فستان يضم ألوان العلم الفلسطيني، مما جعل الجمهور يُثني على تصرفها ويعتبرها تدعم القضية في واحد من أبرز الفعاليات السينمائية في العالم.
وتوالت التعليقات الإيجابية على الصفحات الشخصية والعامة على منصات “فيسبوك” وإكس “تويتر سابقا”، كما شارك كثير من الجمهور مقطع لبلانشيت على منصة تيك توك وهي تتحرك على السجادة الحمراء، وتظهر الجزء الأخضر من الفستان الذي يبرز تصميمه كجزء من علم فلسطين بصورة أكبر.
وحضرت بلانشيت، 55 عاماً، العرض الأول لفيلم The Apprentice، يوم الإثنين، مرتدية فستاناً من الستان، من تصميم جان بول غوتييه والمصمم الكولومبي الفرنسي حيدر أكرمان.
ويعد هذا الموقف الذي تتخذه بلانشيت ليس حدثا عارضاً أو جديد، فهي ناشطة قوية في مجال حقوق الإنسان، والدفاع عن اللاجئين والنازحين، ولديها أكثر من خطاب حول هذا الشأن في الأمم المتحدة، ومناصرتها لحقوق المرأة، وهي أيضًا سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية منذ عام 2016.
كما شاركت في الجلسة النقاشية التي أقيمت فى إطار أنشطة المهرجان بعنوان “النزوح: وجهات نظر سينمائية”، والتي نظمتها الرابطة الدولية للمواهب السينمائية الصاعدة “IEFTA and UN Refugee Agency”، بالتعاون مع مركز السينما العربية، ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
*دعت إلى وقف إطلاق النار
في خطاب سابق لها، 8 نوفمبر 2023، دعت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر. وقالت في خطابها: “أنا لست سورية، أنا لست أوكرانية، أنا لست يمنية، أنا لست أفغانية، أنا لست من جنوب السودان، أنا لست من فلسطين، ولست سياسية أو ناقدة، لكني شاهدة على ما يحدث”.
وشددت على أنه “في وقت سابق دعت المفوضة السامية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين مع العديد من المنظمات الإنسانية الأخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج الفوري عن جميع المدنيين المحتجزين كرهائن” في غزة. وبينما أثنت على الاتحاد الأوروبي لمنحه اللجوء والحماية للنازحين بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، دعت إلى منح الجميع التعاطف.
وقالت: “لا ينبغي أن يقتصر هذا التضامن على مجموعة واحدة، بل يجب أن يكون ذلك متاحًا للجميع”.
وفي أكتوبر 2023 انضمت بلانشيت إلى مجموعة Artists4Ceasefire، وهي مجموعة تضم كبير من فناني هوليوود، وقد وقعت المجموعة على رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحثه على الدعوة إلى وقف إطلاق النار .
وجاء في الرسالة: “إننا نجتمع معًا كفنانين ومناصرين، ولكن الأهم من ذلك كبشر نشهد الخسائر المدمرة في الأرواح والأهوال، نطلب منك، كرئيس للولايات المتحدة، أن تدعو إلى وقف فوري للتصعيد ووقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل قبل فقدان حياة أخرى”.
*تدعم اللاجئين دون تفرقة
خلال جولات وخطابات بلانشيت ضمن سياق عملها الإنساني كسفيرة للنوايا الحسنة، دائماً تحس على أهمية توفير الدعم للاجئين والنازحين من كل أماكن الصراع دون تفرقة بين جنسياتهم.
وفي ديسمبر 2023، تحدثت بلانشيت عن أهمية تعليم اللاجئين ودعم البلدان المضيفة والاستماع إلى القصص الذاتية لأولئك الذين أجبروا على الفرار من ديارهم، ودعت أن يكون ذلك هو محور المنتدى العالمي الثاني للاجئين، وهو حدث يطقام كل 4 سنوات في شهر ديسمبر.
سافرت بلانشيت في عام 2023، إلى الأردن والنيجر وجنوب السودان، كجزء من عملها في دعم مخيمات اللاجئين، وقالت في تصريحات لرويترز، في نفس العام، “من التركيز على قطاع التعليم ودعم المجتمعات المضيفة لهؤلاء، لأن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ستفشل ما لم يكن اللاجئون في قلبها، لذلك أعتقد أنه سيكون من المهم حقًا أن يسمع الناس أصوات اللاجئين أنفسهم: ما يحتاجون إليه وكيف يمكنهم أن يكونوا جزءًا من الحلول”.
وفي عام 2020، لعبت دور البطولة وأنتجت المسلسل الأسترالي “عديمي الجنسية” الذي تناول أزمة اللاجئين في مقرات الاحتجاز، وقالت بلانشيت: “الأعمال الفنية والأفلام توفر منصة وفرصة ولقاء للحديث عن أشياء يصعب الحديث عنها، ليس بالضرورة للعثور على إجابة ولكن للحفاظ على الحوار حيا”.
وحاز العمل على إشادة نقدية، وقد كتبت عنه صحيفة الجارديان أنه دراما ماهرة مستندة جزئياً إلى أحداث حقيقية، يعمل على طرح الأسئلة واستجواب مراكز احتجاز اللاجئين السيئة والإجراءات غير القانونية التي يواجهها هؤلاء.
كما انتقدت في خطابات متتالية على مدار الأعوام السابقة السياسة الخارجية لأي دولة أوروبية تطالب بتقليص مساعدة اللاجئين والنازحين، وانتقدت هذه الدعوات ورأت أنها تزيد من الانقسام وتحدث اضطرابات كبيرة يواجهها هؤلاء، كما دعت إلى إنهاء العراقيل الضخمة للاجئين الذين لا يحملون أوراق تساعدهم على المعيشة.
وفي خطاب لها عام 2019، رفعت بلانشيت جواز سفرها وبطاقتها الائتمانية وبطاقة الرعاية الطبية الخاصة بها، وحثت الوزراء والمسئولين الحكوميين على تخيل مدى صعوبة الحياة ” إذا لم يكن لديهم وثائق مثل هؤلاء”.