العنوان الأبرز لميركاتو الصيف في القارة العجوز لن يكون بطله اللاعبين والنجوم كما جرت العادة، بل سيتصدره المدربين على طريقة المخرجين الكبار في أفلام السينما، في تحول نوعي كبير بما يكون له دلالات واسعة.
البداية كانت مبكرة وساخنة من نادي ليفربول، الذي ودع مدربه الاستثنائي يورجن كلوب بعد سنوات طويلة في أنفيلد، واتجه لمغامرة مع مدرب مغمور عالميا.
الهولندي آرني سلوت مدرب فينورد السابق، الذي رغم نجاحاته وتميز أسلوب لعبه فنيا، لكن النقلة في حد ذاتها تمثل تحول كبير في مسيرته وتثير العديد والعديد من المخاوف لجماهير مدينة البيتلز.
وإذا نظرت للصورة بشكل موسع، فتجد أن صفقات اللاعبين التي احتلت عناوين الصحف والمواقع الأكبر طيلة الشهور الحارقة بالصيف وزادتها سخونة، لن تكون متاحة بنفس الكم والكيف الذي اعتاد عليه الجميع.
فبخلاف صفقة كيليان مبابي إلى ريال مدريد التي شبه محسومة وينتظرها الجميع منذ سنوات، الأمور تبدو هادئة في هذا المضمار، وكل الشغل الشاغل سيكون متجها نحو بورصة المدربين.
لك أن تتخيل ان هناك الآن على الساحة مدربين بلا عمل ولديهم من الاسم والألقاب ما يملئ السمع والأبصار، لعل أبرزهم جوزيه مورينيو وزين الدين زيدان وتوماس توخيل، وانطونيو كونتي وماسيمليانو أليجري وهانزي فليك وماوريسيو بوتشيتينو.
وروبرتو دي زيربي وستيفانو بيولي وتياجو موتا، وكذلك تشافي هيرنانديز الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن برشلونة، وبالتأكيد يورجن كلوب رغم إعلانه أخذ راحة موسم على الأقل.
كل هؤلاء المدربين الكبار لديهم فرصة العمل متاحة وبشدة في أكبر أندية أوروبا التي تبحث عن مدرب جديد لها، مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد في إنجلترا، برشلونة في إسبانيا، يوفنتوس وميلان ونابولي في إيطاليا، وبايرن ميونيخ في ألمانيا.
تلك الحركة الثورية في بورصة المدربين بهذا الصيف، ستخلق حراكا غير مسبوق وربما تعيد للأذهان فكرة أن المدرب هو البطل ثم ياتي دور اللاعبين، حيث أن هناك نجوما لامعة وفشلت في الحصول على أي بطولات بالموسم المنقضي.
بيد أن هناك مدربين غير معروفين جيدا، نجحوا في تحقيق نجاحا ملموسا مع فرق متوسطة، وبلاعبين أقل جودة ومستوى من كبار القوم بالقارة العجوز.
فهل تدور “لعبة الدومينو” على هؤلاء في تلك الأندية الكبرى، ونرى صيفا أكثر سخونة من حرارة الطقس، وتصبح المدربين العنوان الأبرز في الميركاتو عوضا عن صفقات النجوم؟!.
أم تتغير العقلية الجمعية لتلك الأندية والمؤسسات وبالتبعية الجماهير، وتبتعد عن فكرة “صفقات الشو” والضجة الإعلامية وملايين اليوروهات للتسويق والشهرة وكسب الدعم والصخب الجماهيري، والمحصلة تكون لا شئ وبلا ألقاب، مثلما يقول المثل الدراج “ضجيج بلا طحين”.