من المسلم به على نطاق واسع أن الاستثمار في سوق الأوراق المالية هو وسيلة محتملة لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، ولكن من المهم الاعتراف بالجانب الآخر من هذه المعادلة، فيمكن أن تؤدي الأخطاء في استراتيجيات الاستثمار الخاصة بك إلى خسائر رأسمالية، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن سوق الأوراق المالية يعمل ضمن بيئة شديدة التقلب تتميز بالتقلبات المستمرة في أسعار الأسهم، في هذا السياق، من الضروري فهم العوامل المختلفة التي تؤثر على أسعار الأسهم للحصول على فهم أعمق لكيفية ارتفاع أسعار الأسهم.
ما هو سوق الأوراق المالية؟
قبل أن نتعمق في العوامل التي تؤثر على أسعار الأسهم، دعونا أولاً نفهم ما هو سوق الأوراق المالية وكيف يعمل، سوق الأوراق المالية هو منصة حيث يمكن للمستثمرين شراء وبيع أنواع مختلفة من الأدوات المالية مثل السندات والأسهم والمشتقات، والبورصة هي المؤسسة الرسمية التي تسهل تداول هذه الأدوات من خلال توفير القواعد واللوائح والبنية التحتية.
يمكن تقسيم سوق الأوراق المالية إلى قسمين: السوق الأولية والسوق الثانوية، السوق الأولية هي المكان الذي تقوم فيه الشركات بإصدار أسهم جديدة للجمهور لأول مرة من خلال طرح عام أولي (IPO)، أما السوق الثانوية هو المكان الذي يتم فيه تداول الأسهم الحالية بين المستثمرين.
لماذا الاستثمار في سوق الأوراق المالية محفوف بالمخاطر؟
الاستثمار في سوق الأوراق المالية أمر محفوف بالمخاطر لأن قيمة تداول الأسهم تعتمد على عوامل مختلفة خارجة عن سيطرة المستثمرين، هذه العوامل المؤثرة على أسعار الأسهم يمكن أن تكون داخلية أو خارجية، ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على أداء الشركات والاقتصاد، ونتيجة لذلك، فإن سوق الأوراق المالية متقلب مما يعني أنه يمكن أن يواجه تغيرات مفاجئة وكبيرة في الأسعار.
ومع ذلك، فإن الاستثمار في سوق الأوراق المالية يمكن أن يكون مجزيًا أيضًا إذا تم من خلال البحث والفهم المناسبين، من خلال تحليل العوامل المؤثرة على أسعار الأسهم في سوق الأوراق المالية واختيار الأسهم المناسبة للاستثمار فيها، يمكنك تحقيق عوائد كبيرة على استثمارك.
ما هي العوامل التي يمكن أن تؤثر على أسعار الأسهم؟
عندما تشتري أسهمًا تكون قد اشتريت استثمارًا قد ترتفع قيمته أو تنخفض قيمته، قد يكون من الصعب التنبؤ بما إذا كان سيرتفع أم ينخفض وبأي حجم ومتى، يمكن أن يساعد معرفة المزيد عن العوامل التي تؤثر على أسعار الأسهم في تحديد الاتجاه المستقبلي للسوق.
إذا كنت مستثمرًا ذاتيًا، فإن تعلم المزيد عن هذه العوامل يمكن أن يساعدك على تطوير استراتيجية الاستثمار الخاصة بك، جنبا إلى جنب مع فهم أهدافك الاستثمارية والأفق الزمني وفهم المخاطر وكيفية ادارتها.
هناك أربعة عوامل رئيسية يمكن أن تؤثر على أسعار الأسهم:
1 .أخبار الشركة وأدائها
يمكن للطريقة التي تؤدي بها الشركة أن تشير إلى ما إذا كانت تنمو أم تتراجع، هناك بعض العوامل التي تتعلق بالشركة التي يمكنها التأثير علي سعر السهم بما في ذلك:
– نشرات اخبارية عن الأرباح.
– الأرباح المقدرة المستقبلية.
– اعلان توزيعات الأرباح.
– الاعلان عن منتج جديد.
– الاستغناء عن موظفين.
– عمليات الاندماج المتوقعة أو الاستحواذ.
– تغيير الادارة.
– أخطاء محاسبية أو فضائح
2 .أداء الصناعة أو القطاع
في كثير من الأحيان، تتحرك أسعار أسهم الشركات من نفس الصناعة أو القطاع جنبا إلى جنب ومع بعضها البعض، نظرًا لأن عوامل السوق تؤثر علي أسهم الشركات من نفس القطاع أو الصناعة بشكل عام، لكن فى بعض الأحيان، قد تستفيد شركة من الأخبار السيئة لشركة منافسة إذا كانوا يتنافسون علي نفس السوق، على سبيل المثال: إذا اضطرت إحدى الشركات التي تصنع منتجًا شائعًا إلى إيقاف عملياتها، فإن الشركات الأخرى التي تصنع منتجًا مشابهًا سيكون لديها طلب أكبر.
3 .معنويات المستثمرين
يمكن أن تؤدي معنويات المستثمرين أو ثقتهم إلى ارتفاع السوق أو انخفاضه، وهذا يمكن أن يسبب ارتفاع أسعار الأسهم أو الانخفاض، وبالتالي فإن الإتجاه العام الذى يتخذه سوق الأوراق المالية يمكن أن يؤثر على قيمة الأسهم، هناك نوعان من الأوصاف العامة للسوق:
السوق الصاعدة
وهو سوق أسهم قوي حيث ترتفع أسعار الأسهم وتتزايد ثقة المستثمرين، وغالبًا ما يرتبط ذلك بالانتعاش الاقتصادى أو الإزدهار الاقتصادى، بالإضافة إلى تفاؤل المستثمرين.
السوق الهابط
وهو سوق ضعيف حيث تنخفض أسعار الأسهم وتتلاشى ثقة المستثمرين، ويحدث ذلك غالبًا عندما يكون الاقتصاد في حالة ركود وتكون البطالة مرتفعة، مع ارتفاع مستوي التضخم.
4 .العوامل الاقتصادية
هناك عدة عوامل اقتصادية يمكن أن تؤثر على قيمة السهم الفردي أو سوق الأوراق المالية بشكل عام، بما في ذلك:
– أسعار الفائدة
يمكن للبنوك المركزية رفع سعر الفائدة أو خفضها من أجل تحقيق الاستقرار أو تعزيز الاقتصاد، فإذا اقترضت الشركة أموال من أجل توسيع دائرة أعمالها وتحسينها، فإن ارتفاع أسعار الفائدة سيؤثر علي تكلفة الديون الخاصة بالشركة.
وهذا يمكن أن يقلل من أرباح الشركة وكذلك الأرباح التي تدفعها للمساهمين، ونتيجة لذلك، قد ينخفض سعر سهمها، وفي أوقات ارتفاع أسعار الفائدة تميل الاستثمارات التي تدفع فائدة إلى أن تكون أكثر جاذبية للمستثمرين من الأسهم.
– النظرة الاقتصادية
إذا أظهر الاقتصاد نموًا فقد ترتفع أسعار الأسهم، وحينها يقوم المستثمرون بشراء المزيد من الأسهم على اعتقاد رؤية أرباح مستقبلية وارتفاعًا في أسعار الأسهم، ولكن إذا كانت التوقعات الإقتصادية متشائمة فقد يقلص المستثمرون من الشراء في سوق الأسهم أو يبدأون في البيع.
– التضخم الاقتصادي
التضخم يعنى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وهذا غالبًا ما يؤدي إلى تقليص المبيعات وخفض الأرباح للشركات، وغالبا ما يؤدي ارتفاع الأسعار إلى رفع أسعار الفائدة، علي سبيل المثال: قام البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في العامين الماضيين للسيطرة على التضخم، هذه التغييرات تؤثر سلبًا على أسعار الأسهم، وفي الوقت نفسه، هناك بعض السلع التي يكون أداؤها أفضل مع ارتفاع التضخم وبالتالي ترتفع أسعارها مثل الذهب.
– الصدمات الاقتصادية والسياسية
تؤثر التغيرات سواء الاقتصادية أو السياسية في جميع أنحاء العالم على الاقتصاد وأسعار الأسهم، علي سبيل المثال: يؤدى ارتفاع أسعار الطاقة إلي تراجع المبيعات والأرباح وبالتالي انخفاض أسعار الأسهم، ويمكن أن تؤدي الأعمال الارهابية أيضًا إلي تباطؤ النشاط الاقتصادى وتراجع أسعار الأسهم.
– التغييرات في السياسة الاقتصادية
إذا تغيرت السلطات في دولة ما سيؤدي ذلك إلى وضع سياسات جديدة، فى بعض الأوقات يمكن اعتبار هذه التغييرات مفيدة للأعمال، ولكن في أحيان أخرى لا تكون جيدة، وقد ينشأ عنها تغيرات في التضخم وأسعار الفائدة مما قد يؤثر بدوره على أسعار الأسهم.
في الختام:
يجمع سوق الأوراق المالية بين المستثمرين والشركات (الذين يرغبون في شراء الأسهم والذين يرغبون في بيع الأسهم)، ولكن من الصعب معرفة ما إذا كان سعر السهم سوف يرتفع أم ينخفض، يمكن أن تؤثر العديد من القوى المختلفة على أسعار الأسهم بما في ذلك أخبار الشركة وأدائها وأداء الصناعة ومعنويات المستثمرين والعوامل الاقتصادية.