ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، اليوم السبت، أن الإدانات والانتقادات الدولية الشديدة ضد إسرائيل ساهمت في إبطاء هجومها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لكنها لم توقفه.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أوردته عبر موقعها الإلكتروني، أن إسرائيل تحاول السير على الحافة بين عدم إثارة غضب حلفائها الأمريكيين أكثر من اللازم، ومحاولة تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الوقت نفسه، رغم أمر محكمة العدل الدولية بوقف هجومها على رفح.
وأشارت إلى أنه رغم أمر محكمة العدل الدولية تظل الأهداف العسكرية الإسرائيلية دون تغيير، بداية من تدمير أنفاق التهريب التي كانت تحصن حركة حماس، حتى تفكيك آخر كتائبها وإعادة المحتجزين وكسر سيطرة حماس الإدارية على قطاع غزة بالكامل.
ووفقا للصحيفة، فإنه رغم تحذيرات البيت الأبيض من هذه العملية، فإن الإسرائيليين والأمريكيين يصفونها الآن بأنها عملية محدودة، الأمر الذي يسمح للإسرائيليين بالمضي قدماً ولو بشكل أبطأ، بينما يدفع القتال في غزة بأعداد كبيرة من المدنيين المذعورين نحو مناطق قريبة من البحر لا تحتوي على مساكن أو مساعدات طبية كافية، بجانب إغلاق معبر رفح الحدودي لإضعاف الأمل في توصيل المساعدات الإنسانية بشكل سريع.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن الاستيلاء على مدينة رفح من الجانب الفلسطيني من شأنه أن يكمل عملية إعادة احتلال غزة بشكل فعال وقد يعني الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الغارات الأقل كثافة، ويقول الإسرائيليون إن رفح تضم تحتها آخر 4 كتائب تابعة لحماس وبنية تحتية رئيسية للأنفاق وقاذفات صواريخ.
ويقول ضباط إسرائيليون تركوا القتال في جنوب القطاع، إن إسرائيل تتحرك بشكل أكثر تعمدا وتستخدم قدراً أقل من القوة الجوية والمدفعية وقنابل أقل وأصغر حجما مما يجبر الجنود الإسرائيليين على الانخراط في حرب عصابات في المناطق الحضرية مع حماس، بالتزامن مع إصرار الأمريكيين على أن تقوم إسرائيل بإجلاء المدنيين قدر الإمكان من مناطق العمليات المخطط لها في الأسبوعين الماضيين حيث انتقل ما يصل إلى مليون مدني مذعور غربا نحو البحر والمناطق الأكثر أمانا.
وكانت إدارة بايدن قد رفضت دعم التحرك الإسرائيلي بشأن رفح ما لم تر خطة ذات مصداقية لإجلاء المدنيين وحمايتهم.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بعد زيارته لإسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، إن الجيش الإسرائيلي، حتى الآن، لم ينتهك الخطوط الحمراء الأمريكية في رفح الفلسطينية.